ولاية الجزائر-العاصمة :

أصل التسمية

تُشتق تسمية الجزائر من الكلمة العربية الجزائر، جمع جزيرة، وقد أُطلقت على المدينة نسبةً إلى الجزر الصغيرة التي كانت قبالتها في البحر الأبيض المتوسط، والمعروفة باسم جزر الصخرة. أُطلق عليها الاسم في العهد الزيري حين أسسها بولوغين بن زيري سنة 960م تقريبًا، فسُمّيت الجزائر بني مزغنة، ثم أصبحت لاحقًا الجزائر اختصارًا.

التاريخ

تُعدّ الجزائر العاصمة من أقدم المدن في شمال إفريقيا، إذ تعود جذورها إلى العهد الفينيقي عندما كانت تُعرف باسم Icosium. ازدهرت في العهد الروماني، ثم أصبحت في القرن العاشر الميلادي مدينة إسلامية مزدهرة على يد الزيريين. في القرن السادس عشر، خضعت لحكم الأتراك العثمانيين، الذين جعلوا منها مركزًا قويًا للبحرية الجزائرية، وميناءً هامًا في المتوسط. في عام 1830، احتلها الفرنسيون بعد إنزالهم العسكري، وظلت تحت الاستعمار إلى غاية الاستقلال سنة 1962، لتصبح العاصمة السياسية والإدارية للجزائر المستقلة، ورمزًا لنضال الشعب الجزائري.

الجغرافيا والمناخ

تقع الجزائر العاصمة في شمال البلاد على الساحل الغربي للبحر الأبيض المتوسط، وتبلغ مساحتها حوالي 809 كلم². تمتد بين البحر وسلسلة جبال الساحل، مما يمنحها طبيعة ساحرة ومتنوعة. مناخها متوسطي معتدل، يتميز بشتاء ممطر وصيف دافئ، وتُعدّ من أكثر المدن اعتدالًا في المناخ على مدار السنة.

الاقتصاد

تُعدّ الجزائر العاصمة القلب الاقتصادي للبلاد، حيث تضم أهم المؤسسات الوطنية والدولية، والميناء الرئيسي للجزائر. يعتمد اقتصادها على الخدمات، التجارة، النقل، والصناعة. كما تحتوي على مناطق صناعية كبرى في الرويبة، الحراش، وبئر توتة. السياحة الحضرية في العاصمة تعرف انتعاشًا بفضل معالمها التاريخية، وموقعها الجغرافي المميز، ومؤسساتها الثقافية.

السياحة والمعالم

تُعتبر الجزائر العاصمة من أجمل المدن المتوسطية، وتضم معالم تاريخية وثقافية هامة، من أبرزها:

• القصبة، المدينة العتيقة المُصنّفة ضمن التراث العالمي لليونسكو، والتي تعود إلى العهد العثماني.
• جامع كتشاوة، تحفة معمارية تجمع بين الطرازين الأندلسي والعثماني.
• مقام الشهيد، رمز تذكاري شامخ لبطولات الثورة التحريرية.
• حديقة التجارب بالحامة، إحدى أروع الحدائق النباتية في العالم.
• حي باب الواد الشعبي العريق، وسيدي فرج الساحلي الجميل.
• متحف باردو، الذي يحتضن آثارًا تعود إلى عصور ما قبل التاريخ.

الثقافة والسكان

تُعدّ الجزائر العاصمة مركزًا ثقافيًا متنوعًا يجمع بين التراث العربي والأمازيغي والمتوسطي. سكانها خليط من مناطق مختلفة من البلاد، مما منحها طابعًا اجتماعيًا متفتحًا وغنيًا. تشتهر العاصمة بموسيقاها العريقة مثل المالوف، الحوزي، والشعبي، وبأسواقها القديمة كـسوق القصبة وسوق مدنية. كما تُقام فيها فعاليات ثقافية وفنية كبرى مثل مهرجان الجزائر الدولي للموسيقى والمعرض الدولي للكتاب.

خاتمة

الجزائر العاصمة ليست مجرد مدينة، بل قلب وطن بأكمله. تجمع بين البحر والتاريخ، بين العراقة والحداثة، وبين الأصالة والانفتاح. إنها عروس البحر الأبيض المتوسط، ورمز النضال والحضارة الجزائرية.