يرتبط اسم برج بوعريريج بوجود برج قديم كان يُستعمل للمراقبة في العصور الماضية، ويُقال إن الاسم أضيف إليه لقب بوعريريج نسبة إلى أحد الزعماء المحليين أو الولي الصالح سيدي بوعريريج الذي عاش في المنطقة. ومن ثم أصبحت تعرف بالاسم الكامل برج بوعريريج، أي برج الرجل الصالح بوعريريج.
تُعدّ ولاية برج بوعريريج من المناطق العريقة في الشرق الجزائري، إذ عُرفت منذ العهد الروماني بكونها نقطة عبور مهمة بين سطيف والمدية. في العصور الإسلامية، كانت تابعة لمنطقة الهضاب العليا، وشهدت استقرار العديد من القبائل الأمازيغية والعربية. خلال فترة الاحتلال الفرنسي، كانت مسرحًا للمقاومة الشعبية، خاصة في منطقة الجعافرة والمنصورة. وخلال ثورة التحرير، ساهم أبناؤها بفعالية في دعم المجاهدين، نظرًا لموقعها الجغرافي الذي سهّل الاتصال بين الشمال والجنوب. بعد الاستقلال، تحولت إلى قطب صناعي وتجاري مهم في الجزائر.
تقع ولاية برج بوعريريج في قلب الشرق الجزائري، بين سطيف شرقًا والبويرة غربًا، وتغطي مساحة تُقدّر بـ3,946 كلم². تتميّز بتضاريسها المتنوعة بين الهضاب العليا والجبال المنخفضة والسهول الزراعية الخصبة. يخترقها الطريق السيار شرق-غرب، ما يجعلها نقطة وصل استراتيجية بين الشرق والغرب. مناخها قاري معتدل، يتميز بشتاء بارد ممطر وصيف معتدل الحرارة.
تُعرف برج بوعريريج بأنها عاصمة الإلكترونيات في الجزائر، بفضل المصانع الكبرى المختصة في التجميع الإلكتروني والأجهزة الكهرومنزلية. تضم المنطقة الصناعية بالولاية شركات وطنية وخاصة مثل كوندور، إيريس، ستريم سيستم وغيرها، التي جعلت منها قطبًا صناعيًا رائدًا في التكنولوجيا. كما تُعدّ الزراعة من الأنشطة الأساسية في المنطقة، إذ تشتهر بزراعة الحبوب، البطاطا، الزيتون، والتين. وتشهد كذلك تطورًا في مجالات البناء، الخدمات، والصناعات الغذائية.
تزخر برج بوعريريج بمعالم تاريخية وطبيعية جميلة، من أبرزها:
سكان برج بوعريريج معروفون بنشاطهم التجاري وحبهم للعمل، ويمتزجون بين العادات القبائلية والعربية في تآلف جميل. اللغة الأمازيغية والعربية تستعملان جنبًا إلى جنب، وتنتشر فيها التقاليد المرتبطة بالضيافة، الأعراس، والحرف اليدوية. كما تُقام فيها مهرجانات سنوية ثقافية واقتصادية، من أبرزها مهرجان الصناعات الإلكترونية ومهرجان الفروسية.
برج بوعريريج هي رمز التوازن بين الأصالة والتطور. مدينة جمعت بين روح الصناعة العصرية ودفء التقاليد الريفية، فأصبحت قاطرة التنمية في الشرق الجزائري ومصدر فخر لكل الجزائريين بسواعد شبابها وعزيمتهم.