يُعتقد أن اسم الأغواط مشتق من الكلمة العربية الغوطة التي تعني الواحة أو المكان الكثير المياه والأشجار، في إشارة إلى طبيعة المنطقة الغنية بواحاتها ونخيلها. كما يُقال إن التسمية تعود إلى قبيلة لغواط التي استقرت في المنطقة منذ قرون.
عرفت الأغواط تاريخًا طويلاً يمتد إلى العصور القديمة، حيث كانت موطنًا للقبائل الزناتية والأمازيغية، ثم أصبحت لاحقًا محطة مهمة في طرق القوافل بين الشمال والجنوب. خلال العهد العثماني، كانت الأغواط مركزًا تجاريًا مزدهرًا. أما في فترة الاحتلال الفرنسي، فقد شهدت ملحمة الأغواط سنة 1852 التي خلدها التاريخ كواحدة من أبرز صفحات المقاومة الجزائرية، بعد معركة شرسة قادها السكان ضد القوات الفرنسية.
تقع ولاية الأغواط في قلب الجزائر، بين الهضاب العليا والصحراء، وتبلغ مساحتها حوالي 25,000 كلم². تتميز بتنوع طبيعي بين الواحات والجبال والهضاب. مناخها شبه جاف إلى صحراوي، مع شتاء بارد وصيف حار، وتعرف بتقلبات حرارية كبيرة بين الفصول.
يعتمد اقتصاد الولاية على الفلاحة وتربية المواشي، خاصة في واحات النخيل الغنية بالمياه الجوفية. تشتهر بإنتاج التمور، الحبوب، الخضر، وتربية الأغنام. كما تحتضن المنطقة حقولًا غازية وبترولية مهمة مثل حقل حاسي الرمل، الذي يُعدّ من أكبر الحقول في إفريقيا، ما يجعلها ذات أهمية وطنية كبرى.
تُعد الأغواط من أجمل مدن الجنوب الجزائري، وتمتاز بمزيج رائع بين الطبيعة والتاريخ. من أبرز معالمها:
يتميز سكان الأغواط بكرم الضيافة وحبهم للعادات والتقاليد، ويُعرفون بحفاظهم على القيم الدينية والاجتماعية. اللهجة المحلية تجمع بين العربية والأمازيغية بلكنة مميزة. كما تُقام سنويًا مهرجانات ثقافية مثل مهرجان الواحات وأيام الأغواط الثقافية التي تُبرز التراث المحلي والفنون الشعبية.
إن ولاية الأغواط مزيج من الأصالة والتاريخ، ومن الجمال الطبيعي والثراء الاقتصادي، فهي بوابة الصحراء الجزائرية وموطن الكرم والمقاومة، تفتخر بماضيها وتواصل تطورها نحو المستقبل بثبات.