تعود تسمية البويرة إلى الكلمة العربية البُوَيْرَة وهي تصغير لكلمة البُورة، أي الأرض الخصبة القابلة للزراعة، في إشارة إلى طبيعة المنطقة الزراعية الغنية. كما يُقال إن الاسم يُشير إلى المكان الصغير المحاط بالجبال، نظرًا لموقع المدينة وسط المرتفعات.
تُعدّ ولاية البويرة من المناطق التاريخية القديمة في الجزائر، حيث استوطنها الإنسان منذ العصور الأولى بفضل خصوبة أراضيها وموقعها الجغرافي بين الشمال والجنوب. خلال العهد الروماني، كانت المنطقة تمرّ بها طرق تجارية مهمة. في العهد الإسلامي، أصبحت جزءًا من مملكة بني مزغنة ثم تابعة للزيانيين. أما خلال فترة الاحتلال الفرنسي، فقد شهدت مقاومات شرسة، خاصة على يد الشيخ المقراني الذي قاد انتفاضة كبرى سنة 1871 ضد المستعمر الفرنسي.
تقع ولاية البويرة في منطقة القبائل، شرق العاصمة الجزائرية بحوالي 100 كلم، وتبلغ مساحتها نحو 4,439 كلم². تُحيط بها جبال البيبان وتيكجدة، وتُعدّ منطقة غنية بالغابات والمياه. المناخ متوسطي جبلي، بشتاء بارد تتساقط فيه الثلوج على المرتفعات، وصيف معتدل ومنعش.
يعتمد اقتصاد البويرة على الفلاحة وتربية المواشي، بفضل تربتها الخصبة ومياهها الوفيرة. تشتهر بزراعة القمح، الزيتون، الفواكه الجبلية، والعسل الطبيعي. كما تتوفر على ثروة غابية هامة تُسهم في إنتاج الأخشاب والمنتجات البيئية. القطاع الصناعي يشهد تطورًا خاصة في مجالات مواد البناء والصناعات الغذائية. كما تُعدّ وجهة سياحية مهمة، خصوصًا في فصل الشتاء.
تزخر ولاية البويرة بمعالم طبيعية وسياحية مميزة تجذب الزوار من كل أنحاء البلاد، من أبرزها:
يتميّز سكان البويرة بانتمائهم المزدوج للثقافتين العربية والأمازيغية، ويتحدث الكثيرون منهم اللغة القبائلية إلى جانب العربية. هم معروفون بكرمهم وتمسكهم بعاداتهم الأصيلة، وخاصة في الأعراس والمناسبات الدينية. تُقام سنويًا مهرجانات ثقافية مثل مهرجان العسل ومهرجان تيكجدة السياحي، التي تُبرز تراث المنطقة وفنونها الشعبية.
تُعدّ ولاية البويرة قلب الجزائر الطبيعي، تجمع بين الجمال الجبلي والتاريخ المجيد، وبين الأصالة والتطور. إنها ولاية الحياة الهادئة والمناظر الخلابة، ووجهة محببة لعشاق الطبيعة والثقافة.