تعود تسمية سطيف إلى الكلمة الأمازيغية سيتيفيس (Setifis) التي أطلقها الرومان على المدينة، ومعناها التلة أو المكان المرتفع، وهو وصف دقيق لطبيعة المدينة الجبلية. وقد احتفظت المدينة باسمها تقريبًا منذ العصور القديمة مع تغييرات طفيفة في النطق عبر الأزمنة.
سطيف مدينة ضاربة في عمق التاريخ، إذ أسسها الرومان سنة 97 ميلادية تحت اسم Setifis، وكانت آنذاك مركزًا عسكريًا وتجاريًا مهمًا في موريطانيا القيصرية. ازدهرت في العهد البيزنطي، ثم أصبحت في القرن السابع الميلادي منطقة إسلامية مزدهرة بعد الفتح الإسلامي. شهدت سطيف عبر القرون أحداثًا بارزة، من أبرزها مجازر 8 ماي 1945 التي كانت شرارة الثورة الجزائرية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي. تُعرف اليوم بأنها مدينة الشهداء والعلم والعزة.
تقع ولاية سطيف في قلب الهضاب العليا الشرقية، وتبلغ مساحتها حوالي 6,504 كلم². تحدها ولايات برج بوعريريج، بجاية، جيجل، ميلة، باتنة، وبسكرة. تتميز بتضاريسها المتنوعة بين السهول الخصبة والجبال كجبال بابور ومقرة، مما يمنحها مناظر طبيعية خلابة. مناخها شبه قاري، يتميز بشتاء بارد تتساقط فيه الثلوج وصيف معتدل إلى حار.
تُعتبر سطيف من أكثر الولايات نشاطًا اقتصاديًا في الجزائر، إذ تجمع بين الزراعة، الصناعة، والتجارة. تشتهر بزراعة القمح، الشعير، البطاطا، والخضر والفواكه، وتُعدّ من أكبر مناطق إنتاج الحبوب في الجزائر. كما تُعدّ قطبًا صناعيًا مهمًا يضم مجمعات ضخمة مثل مصنع الهضاب للأسمنت والمنطقة الصناعية بالعلمة. مدينة العلمة هي القلب التجاري النابض للولاية، وتُلقّب بـعاصمة التجارة، حيث تُعتبر من أكبر الأسواق في شمال إفريقيا.
سطيف تزخر بتاريخها العريق ومعالمها الطبيعية الساحرة، ومن أبرز مواقعها:
يُعرف سكان سطيف بجدّهم في العمل، وحبهم للعلم، واعتزازهم بهويتهم الوطنية. اللهجة السطايفية مميزة بنغمتها الخاصة، وهي مزيج من العربية والأمازيغية. تشتهر الولاية بموروثها الثقافي المتنوع، خاصة الأغنية السطايفية والرقص الشعبي، إضافة إلى صناعاتها التقليدية كالنسيج والفخار. تُعدّ جامعة سطيف من أعرق الجامعات في الجزائر، وتُعرف المدينة بأنها من أبرز مراكز التعليم في البلاد.
سطيف ليست مجرد ولاية، بل رمز للتاريخ والنضال والعمل. بين ماضيها الروماني العريق وحاضرها المتطور، تبقى سطيف مدينة تجمع بين الأصالة والعصر، وتُجسد روح الجزائر المكافحة والمبدعة.