تعود تسمية تيارت إلى الكلمة الأمازيغية تِيهِرْت، والتي تعني الأسد أو مكان الأسود، ويُقال أيضًا إنها تعني العين الجارية أو النبع، لما كانت تتميز به المنطقة من وفرة المياه. وقد حافظت المدينة على اسمها منذ العصور القديمة، لما له من رمزية القوة والعراقة.
تُعدّ تيارت من أعرق المدن الجزائرية، إذ كانت في العهد الروماني تُعرف باسم Tagrata، ثم أصبحت في القرن الثامن الميلادي عاصمة للدولة الرستمية الإسلامية، التي أسسها الإباضيون وجعلوا منها مركزًا علميًا وتجاريًا هامًا في شمال إفريقيا. كما كانت تيارت محطة مهمة في طريق القوافل التجارية بين الساحل والهضاب. خلال الثورة التحريرية، شارك سكانها ببطولة كبيرة في الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي.
تقع ولاية تيارت في الهضاب العليا الغربية، وتبلغ مساحتها حوالي 20,673 كلم². تحدها ولايات تيسمسيلت، غليزان، سعيدة، الجلفة، والبيض. تضاريسها تتنوع بين الهضاب والجبال، وتتميز بتربتها الخصبة المناسبة للفلاحة والرعي. المناخ شبه قاري، يتميز بشتاء بارد وصيف حار وجاف، مع تساقط أمطار معتدلة في الربيع والخريف.
يُعتبر القطاع الفلاحي الركيزة الأساسية لاقتصاد الولاية، إذ تُعرف تيارت بإنتاج الحبوب، الخضر، والفواكه، إضافة إلى تربية المواشي والخيول العربية الأصيلة، ما جعلها تُعرف باسم عاصمة الخيول الجزائرية. كما توجد بها مزارع ضخمة ومراكز لتربية الخيول. تعرف المنطقة كذلك نشاطًا صناعيًا متناميًا في مجالات الصناعات الميكانيكية والفلاحية والغذائية.
تزخر تيارت بالعديد من المعالم التاريخية والطبيعية التي تُبرز عراقتها وجمالها، من أبرزها:
يتميّز سكان تيارت بتمسكهم بالعادات الأصيلة والكرم العربي الأصيل، وينحدرون من قبائل عربية وأمازيغية عريقة. تشتهر الولاية بثقافتها الفروسية، إذ تُقام فيها سنويًا مهرجانات الفروسية والخيول العربية التي تجذب الزوار من كل أنحاء الجزائر. كما تتميز بموسيقاها الشعبية وزرابيها التقليدية التي تعكس روح البادية الجزائرية.
تُعتبر تيارت ولاية تجمع بين التاريخ والفروسية والطبيعة، فهي مهد الدولة الرستمية وأرض الخيول الأصيلة. بسهولها الرحبة وجبالها الشامخة وثقافتها العريقة، تبقى تيارت رمزًا للأصالة الجزائرية والهوية الوطنية.