تعود تسمية بشار إلى كلمة عربية قديمة تعني البُشرى أو الخير، ويُقال إن الاسم أُطلق على المنطقة تفاؤلًا بخيرها وخصوبتها النادرة وسط الصحراء. كما تُروى روايات محلية تشير إلى أن الاسم مرتبط بشخصية تاريخية كانت تُعرف بـبشار بن قاسم، أحد أوائل المستقرين في المنطقة.
عرفت بشار وجودًا بشريًا منذ عصور ما قبل التاريخ، وتُعدّ من أقدم مناطق الجنوب الجزائري استقرارًا. كانت محطة مهمة على طرق القوافل التجارية التي تربط شمال إفريقيا بغربها وإفريقيا جنوب الصحراء. خلال العهد الاستعماري، كانت المنطقة مركزًا عسكريًا فرنسيًا استراتيجيًا. أما في فترة ما بعد الاستقلال، فقد أصبحت بشار رمزًا للتنمية الصحراوية ومركزًا حضريًا مزدهرًا في الجنوب الغربي.
تقع ولاية بشار في الجنوب الغربي من الجزائر، وتبلغ مساحتها نحو 160,000 كلم²، ما يجعلها من أكبر الولايات مساحة. يمر عبرها وادي زوزفانة، وتحيط بها السلاسل الجبلية مثل جبال القورارة والضاية. المناخ صحراوي جاف، يتميز بدرجات حرارة مرتفعة صيفًا ومعتدلة شتاءً، مع أمطار قليلة جدًا.
يعتمد اقتصاد بشار على الفلاحة الواحاتية، حيث تشتهر بزراعة التمور، الحبوب، والخضروات الصحراوية. كما تُعدّ منطقة واعدة في مجال الطاقة والمعادن، لاحتوائها على ثروات طبيعية كالفحم الحجري في حقل القنادسة، إضافة إلى إمكانات كبيرة في الطاقة الشمسية. تشهد الولاية كذلك تطورًا في قطاعات الخدمات والسياحة الصحراوية.
تُعدّ بشار من الوجهات السياحية الصحراوية المميزة بفضل مناظرها الطبيعية الخلابة وتاريخها العريق. من أبرز معالمها:
يتميز سكان بشار بتنوعهم الثقافي، حيث يلتقي فيهم العربي والأمازيغي والإفريقي، مما يمنحهم ثراءً إنسانيًا فريدًا. تُعرف المنطقة بفنونها الشعبية مثل الرقصات الصحراوية والموسيقى التراثية كـالركّادة والقرقابو. كما تُقام مهرجانات سنوية أبرزها مهرجان تاغيت الدولي للسياحة والرمال الذي يجذب الزوار من داخل الجزائر وخارجها.
تُمثل ولاية بشار مزيجًا من الأصالة الصحراوية والتنوع الثقافي، فهي بوابة الجنوب الغربي الجزائري وسفيرة الصحراء بجمالها وتاريخها. إنها أرض السحر والسكينة، حيث تمتزج الرمال بالواحات، والتقاليد بالعراقة.