تُشتق تسمية البليدة من الكلمة العربية البلدة الصغيرة، تصغير لكلمة بلدة، وقد أُطلقت عليها لتواضع حجمها عند تأسيسها في القرن السادس عشر. وتُعرف الولاية أيضًا بلقب مدينة الورود، نظرًا لجمال حدائقها ورائحتها الزكية التي كانت تفوح من بساتينها.
تأسست مدينة البليدة في القرن السادس عشر الميلادي على يد سيدي أحمد الكبير، أحد الأولياء الصالحين، وأصبحت مركزًا تجاريًا وزراعيًا مهمًا في العهد العثماني. في الفترة الاستعمارية الفرنسية، كانت من أبرز المدن التي شاركت في الثورة التحريرية بفضل موقعها القريب من العاصمة واحتضانها للعديد من المجاهدين. بعد الاستقلال، شهدت البليدة تطورًا عمرانيًا واقتصاديًا كبيرًا، مع حفاظها على طابعها التقليدي الأصيل.
تقع ولاية البليدة شمال الجزائر، على بعد حوالي 45 كلم جنوب العاصمة، وتبلغ مساحتها نحو 1,500 كلم². تحدها من الشمال جبال الشريعة الخضراء، ومن الجنوب سهل المتيجة الخصيب. مناخها متوسطي معتدل، يتميز بشتاء ممطر وصيف دافئ، مما يجعلها من أكثر المناطق خصوبة في الجزائر.
يُعتبر القطاع الفلاحي الركيزة الأساسية لاقتصاد الولاية، إذ تُعرف بإنتاج الحمضيات، الفواكه، الخضروات، والزيتون. كما تضم البليدة عدة مناطق صناعية نشطة في مجالات الصناعات الغذائية، الأدوية، ومواد البناء. السياحة كذلك تلعب دورًا مهمًا في اقتصادها، بفضل مناخها المعتدل ومناظرها الطبيعية الساحرة.
تُعدّ البليدة من أجمل المدن الجزائرية، بفضل تنوع مناظرها الطبيعية وتاريخها الغني. من أبرز معالمها:
سكان البليدة معروفون بلطفهم وكرمهم وتمسكهم بعاداتهم الأصيلة. اللهجة المحلية مزيج بين العربية والدارجة الجزائرية بلكنة ناعمة. تشتهر الولاية بفنونها الشعبية مثل المدائح الدينية والموشحات الأندلسية، كما تُقام فيها مهرجانات ثقافية عديدة، أهمها مهرجان الورود الذي يحتفي بجمال المدينة وطبيعتها.
تُعتبر ولاية البليدة مدينة السحر الطبيعي والعراقة الثقافية، فهي تجمع بين الجبل والسهل، وبين الأصالة والتطور. إنها لؤلؤة المتيجة ووجهة مثالية لعشاق الطبيعة والهدوء والجمال.