تُنسب تسمية أم البواقي إلى الكلمة الأمازيغية ماكوماديس التي كانت تُطلق على المدينة في العهد الروماني، ويُقال إن الاسم الحالي أم البواقي يعني أم الينابيع أو أم العيون، نظرًا لكثرة منابع المياه والينابيع التي تميز المنطقة.
تُعدّ أم البواقي من أقدم المناطق المأهولة في الشرق الجزائري، حيث عُرفت في العهد الروماني باسم Macomades وكانت مركزًا إداريًا وتجاريًا هامًا. شهدت المنطقة مرور حضارات عديدة كالرومانية والبيزنطية والإسلامية. في العهد الحديث، ساهم أبناؤها في الثورة التحريرية ضد الاستعمار الفرنسي، وكانت مسرحًا لعدة معارك بطولية، مما يجعلها ولاية عريقة بتاريخها الوطني والإنساني.
تقع ولاية أم البواقي في الشرق الجزائري، وتحدها ولايات خنشلة، باتنة، قالمة، تبسة، وقسنطينة. تمتد على مساحة تقارب 7,600 كلم²، وتتميز بتضاريس متنوعة تجمع بين الهضاب العليا والجبال. مناخها شبه قاري، بشتاء بارد تتساقط فيه الثلوج أحيانًا، وصيف معتدل إلى حار.
يعتمد اقتصاد أم البواقي أساسًا على الفلاحة وتربية المواشي، حيث تُعدّ من أهم مناطق إنتاج الحبوب في الجزائر، خاصة القمح والشعير. كما تعرف بزراعة البطاطا، والبقوليات، والفاكهة. تشهد أيضًا تطورًا في قطاع الصناعات الغذائية ومواد البناء، بفضل موقعها الإستراتيجي بين الشرق والوسط. كما تحتوي على موارد مائية باطنية مهمة تدعم النشاط الفلاحي.
تزخر أم البواقي بعدد من المواقع التاريخية والأثرية التي تعكس عراقة المنطقة، ومن أبرزها:
سكان أم البواقي معروفون بغيرتهم على الوطن واعتزازهم بهويتهم العربية والأمازيغية. تتنوّع ثقافتهم بين العادات الريفية والأمازيغية الشرقية، وتُقام سنويًا مهرجانات مثل المهرجان الثقافي للينابيع واحتفالات الثورة التي تُبرز روح الانتماء والتاريخ المحلي.
تُعدّ ولاية أم البواقي من الولايات التي تجمع بين الأصالة والتاريخ والخصوبة، فهي ولاية الينابيع والبطولات، تنبض بالحياة والعطاء، وتشكل جزءًا مهمًا من الذاكرة الوطنية الجزائرية.