تعود تسمية عين تموشنت إلى كلمتين: عين بمعنى المنبع أو العين المائية، وتموشنت وهي كلمة أمازيغية الأصل، يُقال إنها تعني منبع الينابيع أو العيون الدائمة الجريان. ويرتبط الاسم بكثرة العيون الطبيعية والمياه الجوفية التي تزخر بها المنطقة، وقد ورد ذكرها في عدة مصادر تاريخية باعتبارها منطقة خصبة وجميلة.
عرفت عين تموشنت استيطانًا بشريًا قديمًا منذ العهد الفينيقي ثم الروماني، حيث كانت منطقة تجارية وزراعية مهمة على الساحل الغربي للجزائر. في العهد الإسلامي، ازدهرت المنطقة بفضل موقعها الإستراتيجي، وكانت جزءًا من دولة المرابطين ثم الزيانيين. أثناء الاحتلال الفرنسي، كانت مركزًا للمقاومة الوطنية، وشهدت عدة معارك بطولية خاضها سكانها دفاعًا عن الأرض والحرية. بعد الاستقلال سنة 1962، أصبحت ولاية مستقلة عام 1984، وشهدت تطورًا كبيرًا في مجالات الفلاحة، السياحة، والبنية التحتية.
تقع ولاية عين تموشنت في الشمال الغربي للجزائر، وتحدها شمالًا ولاية وهران والبحر الأبيض المتوسط، شرقًا سيدي بلعباس، وغربًا تلمسان. تبلغ مساحتها حوالي 2,376 كلم²، وتتكون من ساحل بحري جميل، سهول خصبة، وتلال خضراء. مناخها متوسطي معتدل، بشتاء لطيف ممطر وصيف دافئ مشمس، ما يجعلها من أنسب المناطق للسياحة والزراعة على حد سواء.
تُعد عين تموشنت من أبرز الولايات الفلاحية والسياحية في الجزائر. يُشكّل القطاع الزراعي ركيزة اقتصادها، حيث تشتهر بزراعة العنب، الحمضيات، الزيتون، والخضر. كما تحتضن عدة مصانع لإنتاج النبيذ والعصائر ومشتقات العنب. يُعتبر قطاع الصيد البحري مهمًا بفضل شريطها الساحلي الذي يمتد على أكثر من 80 كلم. كما تعرف الولاية نموًا في قطاع السياحة الساحلية بفضل مشاريع الفنادق والمنتجعات في مناطق بوكانون، تارقة، وبني صاف.
تزخر عين تموشنت بجمال طبيعي ومعالم سياحية فريدة، من أبرزها:
يتميّز سكان عين تموشنت بكرمهم وارتباطهم القوي بالعادات والتقاليد الأندلسية والبدوية. تتنوع لهجاتهم بين العربية المغاربية والأمازيغية في بعض المناطق الجبلية. تُقام في الولاية مهرجانات ثقافية وسياحية مثل مهرجان العنب ببني صاف ومهرجان الموسيقى الأندلسية. كما تشتهر بالصناعات التقليدية كالفخار والنسيج والمأكولات البحرية. ويُعرف أهلها بحبهم للموسيقى الأندلسية والطبوع الوهرانية الأصيلة.
عين تموشنت هي درّة الغرب الجزائري، تجمع بين البحر والخصوبة، بين الأصالة والحداثة. بشواطئها الخلابة وسهولها الغنية وتاريخها العريق، تبقى عين تموشنت وجهة ساحرة ومميزة في الجزائر، حيث تتناغم الطبيعة مع الإنسان في لوحة جزائرية رائعة.