تعود تسمية تلمسان إلى الكلمة الأمازيغية تلماسَن، والتي تعني الينابيع الجارية أو العيون المتدفقة، في إشارة إلى كثرة العيون المائية التي تميز المنطقة. وقد ورد اسمها في كتابات المؤرخين العرب منذ القرون الوسطى، كمدينة تجمع بين العلم والجمال والطبيعة.
تُعدّ تلمسان من أقدم المدن الجزائرية وأعرقها حضارة، إذ تعاقبت عليها عدة حضارات، من النوميديين والرومان إلى الفاتحين المسلمين. ازدهرت المدينة بشكل خاص في العهد الإسلامي، خاصة خلال فترة حكم الزيانيين الذين جعلوها عاصمة لمملكتهم في القرن الثالث عشر. كانت مركزًا للعلم والفن والعمارة، وتُعرف بأنها أندلس الجزائر لما حملته من تأثير أندلسي في فنونها ومعمارها وثقافتها. كما لعبت دورًا وطنيًا بارزًا خلال الثورة التحريرية ضد الاستعمار الفرنسي.
تقع ولاية تلمسان في أقصى الغرب الجزائري، على الحدود مع المغرب، وتبلغ مساحتها حوالي 9,000 كلم². تمتد بين الساحل وجبال تلمسان وسهول مغنية الخصبة. مناخها متوسطي معتدل، بشتاء ممطر وبارد، وصيف معتدل بفضل قربها من البحر وارتفاعها عن مستوى البحر. وهي من أكثر مناطق الجزائر خضرة وجمالًا طبيعيًا.
يُعتبر اقتصاد تلمسان متنوعًا، يجمع بين الزراعة، الصناعة، والسياحة. تشتهر بزراعة الزيتون، الكروم، الحبوب، والفواكه، إضافة إلى تربية المواشي. كما تضم مناطق صناعية متخصصة في الصناعات الغذائية والنسيجية. السياحة تشكل ركيزة أساسية في اقتصاد الولاية بفضل ما تزخر به من معالم تاريخية وطبيعية ودينية تجعلها وجهة مفضلة للزوار من داخل الجزائر وخارجها.
تُعدّ تلمسان من أغنى الولايات الجزائرية بالمواقع الأثرية والمعالم التاريخية، ومن أبرزها:
تلمسان مدينة الفن والعلم والتاريخ. سكانها مزيج من العرب والأمازيغ، وتُعرف بثقافتها الراقية ولهجتها المميزة التي تحمل أثر الأندلس. تشتهر بفنونها الموسيقية مثل الغرناطي، وبصناعاتها التقليدية كالزربية والتطريز والنقش على الخشب والنحاس. تُقام فيها مهرجانات ثقافية كبرى، أبرزها مهرجان تلمسان الدولي ومهرجان الموسيقى الأندلسية الذي يُحتفى فيه بالإرث الأندلسي العريق.
تُعدّ تلمسان لؤلؤة الغرب الجزائري، مدينة تجمع بين التراث الأندلسي والجمال الطبيعي والروح العلمية والثقافية. إنها مدينة الأصالة والعراقة، تنبض بتاريخها العريق وتُجسّد الهوية الجزائرية في أبهى صورها.