تعود تسمية أدرار إلى الكلمة الأمازيغية أدرار التي تعني الجبل، في إشارة إلى الكثبان الرملية والتلال الصحراوية التي تميّز المنطقة. وقد أطلق الاسم على الولاية نظرًا لطبيعتها الجغرافية الصحراوية الغنية بالواحات والجبال الرملية.
تُعدّ أدرار من أقدم المناطق المأهولة في الصحراء الكبرى، حيث شهدت استيطان الإنسان منذ العصور القديمة بفضل الواحات الغنية بالمياه. خلال العهد الإسلامي، أصبحت مركزًا علميًا ودينيًا هامًا خاصة في منطقة توات، التي اشتهرت بمدارسها القرآنية وزواياها العريقة. كما كانت محطة رئيسية في طرق القوافل التجارية التي تربط شمال إفريقيا بغربها وإفريقيا جنوب الصحراء.
تقع ولاية أدرار في أقصى الجنوب الغربي للجزائر، وتُعدّ من أكبر ولايات البلاد بمساحة تتجاوز 427,000 كلم². تتكون تضاريسها من سهول صحراوية واسعة، وكثبان رملية وجبال منخفضة. المناخ صحراوي حار وجاف صيفًا، معتدل شتاءً مع فروق حرارية كبيرة بين الليل والنهار.
يعتمد اقتصاد أدرار أساسًا على الفلاحة الصحراوية، بفضل نظام الري التقليدي المعروف بـالفقارات، الذي يُعدّ من أقدم أنظمة جلب المياه في الصحراء. تشتهر الولاية بزراعة التمور، القمح، الشعير، والخضروات الصحراوية. كما تحتوي على ثروات طبيعية مهمة مثل الغاز والبترول، إضافة إلى إمكانات سياحية متنامية.
تزخر أدرار بمواقع طبيعية وتاريخية مميزة، من أبرزها:
يُعرف سكان أدرار بكرمهم وأصالتهم وتمسّكهم بعاداتهم العريقة. تتنوع الثقافة المحلية بين العربية والأمازيغية والإفريقية، وتبرز في المهرجانات التقليدية مثل مهرجان توات والسباقات الشعبية والزوايا القرآنية التي تشتهر بها المنطقة.
تُعتبر ولاية أدرار جوهرة الجنوب الجزائري، حيث يجتمع فيها التاريخ، والعمق الثقافي، والطبيعة الصحراوية الأخّاذة. إنها ولاية الأصالة والصفاء، ووجهة مثالية لكل من يبحث عن سحر الصحراء ودفء الإنسان الجزائري.