يعود اسم تيزي وزو إلى اللغة الأمازيغية، حيث تتكوّن التسمية من كلمتين: تيزي وتعني الممر الجبلي أو الطريق بين الجبال، ووزو وتعني الأشجار أو الصفصاف. وبالتالي فإن الاسم يعني الممر بين الأشجار، وهو وصف دقيق لجغرافية المنطقة المليئة بالغابات والممرات الجبلية.
تُعدّ تيزي وزو من أقدم المناطق المأهولة في الجزائر، إذ استوطنها الأمازيغ منذ آلاف السنين. خلال العهد الروماني، كانت جزءًا من مملكة موريطانيا القيصرية. وفي العهد الإسلامي، لعبت منطقة القبائل دورًا هامًا في الحفاظ على الهوية والدين، خاصة خلال فترات الاحتلال. أثناء الاستعمار الفرنسي، كانت تيزي وزو مركزًا للمقاومة الشعبية، واشتهرت بمقاومة لالا فاطمة نسومر البطولية. كما ساهمت بقوة في الثورة التحريرية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي.
تقع ولاية تيزي وزو في شمال الجزائر، على بُعد حوالي 100 كلم شرق العاصمة، وتبلغ مساحتها نحو 2,958 كلم². تحدها من الشمال سواحل البحر الأبيض المتوسط، ومن الجنوب جبال جرجرة الشامخة. المناخ متوسطي جبلي، يتميز بصيف معتدل وشتاء بارد تتساقط فيه الثلوج على المرتفعات.
يعتمد اقتصاد تيزي وزو أساسًا على الفلاحة والسياحة. تشتهر بزراعة الزيتون، التين، والعسل الطبيعي، إضافة إلى الصناعات التقليدية كالفخار والنسيج. السياحة الجبلية تُعدّ من أهم مواردها، خاصة في مناطق جرجرة، آيت يني، وبني يني. كما تشهد المدينة نشاطًا صناعيًا متنوعًا في مجالات الصناعات الغذائية ومواد البناء.
تُعدّ تيزي وزو من أجمل الولايات الجزائرية بفضل طبيعتها الجبلية الخلابة ومعالمها التاريخية. من أبرز مواقعها:
تُعدّ تيزي وزو قلب الثقافة الأمازيغية في الجزائر. يتحدث سكانها اللغة الأمازيغية (القبائلية) إلى جانب العربية، ويتميزون بحبهم للعلم والفن والحرية. تحتضن الولاية جامعة عريقة هي جامعة مولود معمري. كما تُقام فيها سنويًا مهرجانات ثقافية عديدة مثل مهرجان الزيتون ومهرجان الأغنية الأمازيغية، التي تُبرز غنى التراث المحلي وتنوعه.
تيزي وزو هي مزيج من الهوية الأمازيغية والجمال الطبيعي، ومنبع للثقافة والفن في الجزائر. جبالها، غاباتها، وأهلها الطيبون يجعلون منها رمزًا للأصالة والحرية، ووجهة مميزة لكل من يبحث عن التاريخ والثقافة والطبيعة في آنٍ واحد.