يُعتقد أن اسم بجاية مشتق من الكلمة الأمازيغية بادجايا أو بوجي والتي تعني الشمعة أو النور، ويُقال إن المدينة كانت مشهورة في العصور الوسطى بصناعة الشموع التي كانت تُصدَّر إلى أوروبا، حتى أطلق الأوروبيون على الشموع اسم bougie نسبةً إلى بجاية. كما كانت تُعرف قديمًا باسم صالدى في العهد الروماني.
تُعدّ بجاية من أعرق المدن في التاريخ الجزائري، إذ كانت عاصمة للدولة الحمادية في القرن الحادي عشر الميلادي، وازدهرت فيها العلوم والفنون والتجارة. كانت مركزًا علميًا استقطب العلماء والفلاسفة، ومن بينهم العالم الرياضي الشهير فيبوناتشي الذي تعلم فيها النظام العددي العربي. كما لعبت بجاية دورًا مهمًا خلال فترات المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي بفضل موقعها الجبلي والساحلي المنيع.
تقع ولاية بجاية في منطقة القبائل الكبرى شمال شرق الجزائر، وتطل على البحر الأبيض المتوسط. تمتد على مساحة تُقدّر بـ3,200 كلم²، وتتميّز بتضاريسها المتنوعة التي تجمع بين الساحل والجبال والغابات الكثيفة. المناخ متوسطي معتدل، يتميز بشتاء ممطر وصيف معتدل إلى حار.
يعتمد اقتصاد بجاية على الصيد البحري، الزراعة، والسياحة، إضافة إلى نشاط ميناء بجاية الذي يُعدّ من أهم الموانئ التجارية في الجزائر. تشتهر الولاية بزراعة الزيتون والتين والحمضيات، كما تُعدّ مركزًا صناعيًا مهمًا في مجالات تكرير النفط، والصناعات الغذائية، والتحويلية. السياحة تشكل موردًا رئيسيًا بفضل طبيعتها الخلابة.
بجاية تُلقّب بـاللؤلؤة الزرقاء نظرًا لجمالها الطبيعي وسحرها البحري. من أبرز معالمها:
سكان بجاية يتحدثون الأمازيغية (القبائلية) والعربية، ويُعرفون بحبهم للفن والثقافة والهوية الأمازيغية الأصيلة. تشتهر المنطقة بموسيقاها التقليدية مثل الشاوي والقبائلي، وتُقام مهرجانات عديدة أبرزها مهرجان قوراية الثقافي ومهرجان الزيتون. كما تُعدّ بجاية منارات للعلم والفكر عبر تاريخها الطويل.
تُعتبر بجاية جوهرة المتوسط ومدينة النور، تجمع بين التاريخ العريق والطبيعة الساحرة، بين البحر والجبل والثقافة. إنها ولاية تنبض بالجمال والحياة، وتمثل إحدى أروع الوجهات السياحية والثقافية في الجزائر.