يرجع اسم مستغانم إلى الكلمة الأمازيغية أمستغان التي تعني المنحدر أو المكان المطل، ويُعتقد أيضًا أنه مشتق من عبارة مستغانة أي مكان الراحة والسكينة. خلال العهد العثماني، عُرفت المدينة باسم مستغانم الباهية لجمالها الطبيعي وموقعها الساحر على البحر الأبيض المتوسط. كما أطلق عليها البعض مدينة الأولياء والصالحين نظرًا لانتشار الزوايا والمقامات الصوفية فيها.
تعد مستغانم من أقدم المدن الساحلية في الجزائر، إذ تعود جذورها إلى العهد الفينيقي والروماني، حيث كانت تُعرف باسم Murustaga. وفي العهد الإسلامي، ازدهرت كميناء تجاري مهم يربط المغرب الأوسط بالأندلس والمشرق. في العهد الزياني والعثماني، أصبحت مركزًا دينيًا وثقافيًا، واشتهرت بزواياها ومدارسها القرآنية. وخلال الاحتلال الفرنسي، كانت من المدن المقاومة الباسلة، وقدمت العديد من الشهداء. أما بعد الاستقلال، فظلت مستغانم رمزًا للثقافة والروح الوطنية، وعاصمة للفن الصوفي والموسيقى الأندلسية.
تقع مستغانم في الشمال الغربي من الجزائر، على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، وتبلغ مساحتها حوالي 2,269 كلم². يحدها من الشرق ولاية الشلف، ومن الغرب ولاية وهران، ومن الجنوب ولاية غليزان. تتنوع تضاريسها بين السهول الساحلية والمرتفعات الخضراء. مناخها متوسطي معتدل، بشتاء لطيف ممطر وصيف دافئ منعش بفضل نسيم البحر.
يعتمد اقتصاد مستغانم أساسًا على الفلاحة والصيد البحري والسياحة. تشتهر بزراعة الحمضيات، الزيتون، البطاطا، والفواكه الموسمية، إضافة إلى تربية المواشي. ميناؤها البحري في مستغانم المدينة يُعدّ من أنشط الموانئ الجزائرية في مجال الصيد والنقل. كما تعرف الولاية تطورًا صناعيًا في مجالات الصناعات الغذائية، التحويلية، ومواد البناء. أما قطاع السياحة، فهو في توسع مستمر بفضل شواطئها الخلابة ومنتجعاتها الحديثة.
تُعتبر مستغانم من أجمل المدن الساحلية في الجزائر، وتجمع بين التاريخ والبحر والطابع الروحي. ومن أبرز معالمها:
سكان مستغانم معروفون بروحهم المرحة وحبهم للفن والموسيقى. تُعدّ المدينة مركزًا للموسيقى الأندلسية والمدّاح الصوفي، كما تُقام فيها مهرجانات مثل مهرجان مستغانم للمسرح والمهرجان الصوفي الدولي. لهجتها المحلية مميزة تمزج بين العربية والأمازيغية والتأثير الأندلسي. كما تُشتهر مستغانم بأكلاتها التقليدية الشهية مثل البوراك المستغانمي والكسكسي بالبقوليات.
مستغانم لؤلؤة الغرب الجزائري، تجمع بين صفاء البحر ونقاء الروح وعراقة التاريخ. مدينة تنبض بالحياة والفن، وتبقى من أجمل الوجهات السياحية والثقافية في الجزائر.