يرتبط اسم عين الدفلى بكلمة عين التي تعني المنبع أو العين المائية، والدفلى وهي نبتة جميلة تنمو قرب مجاري المياه. ومن هنا جاءت التسمية، أي عين نبتة الدفلى، إشارة إلى وفرة الينابيع والنباتات في المنطقة. وقد حملت المدينة هذا الاسم منذ العهد العثماني، لما تتميز به من طبيعة خضراء ومياه جارية.
تُعد ولاية عين الدفلى من المناطق ذات التاريخ العريق في الجزائر، فقد كانت مأهولة منذ العصور القديمة من قبل القبائل البربرية، ثم أصبحت في العهد الروماني منطقة فلاحية مهمة بفضل خصوبة أراضيها. في العهد الإسلامي، لعبت دورًا بارزًا في التجارة بين الساحل والداخل. وخلال فترة الاحتلال الفرنسي، كانت من أبرز المناطق المقاومة، حيث شهدت عدة معارك، خاصة في إطار الثورة التحريرية. بعد الاستقلال، أصبحت ولاية مستقلة سنة 1984، وشهدت تطورًا كبيرًا في الفلاحة والصناعة والبنية التحتية.
تقع ولاية عين الدفلى في الشمال الغربي للجزائر، وتبلغ مساحتها حوالي 4,897 كلم². يحدها شمالًا تيبازة، شرقًا البليدة والمدية، جنوبًا تيسمسيلت، وغربًا الشلف. تتكون من تضاريس متنوعة تشمل الجبال، السهول، والوديان، وأهمها سهل المتيجة الغربي وجبل زكار. مناخها متوسطي معتدل، يتميز بشتاء ممطر وصيف دافئ، مما يجعلها من أكثر المناطق ملاءمةً للزراعة في الجزائر.
يُعد القطاع الفلاحي العمود الفقري لاقتصاد عين الدفلى، إذ تشتهر بإنتاج الحمضيات، الزيتون، العنب، الحبوب، والطماطم الصناعية. كما تحتضن المنطقة عدة مصانع للتحويل الغذائي، النسيج، ومواد البناء. بفضل موقعها الجغرافي المتميز، تشهد الولاية نموًا في قطاعي الخدمات والنقل. وتُعتبر أيضًا من أهم مناطق تربية الأبقار وإنتاج الحليب في الجزائر، ما جعلها تُعرف باسم سلة غذاء المتيجة الغربية.
تزخر عين الدفلى بمعالم طبيعية وتاريخية جميلة، من أبرزها:
يتميّز سكان عين الدفلى بحبهم للأرض وتمسكهم بالعادات الأصيلة. لهجتهم تجمع بين العربية الدارجة والأمازيغية، وتُقام في الولاية مهرجانات سنوية كـمهرجان الزيتون بمليانة ومهرجان الفروسية ببرج الأمير خالد. كما تشتهر المنطقة بموسيقاها الشعبية وأغانيها الريفية ذات الإيقاعات الهادئة. تُعتبر مليانة، أقدم مدن الولاية، مركزًا ثقافيًا بارزًا بفضل مدارسها وزواياها العريقة. ويُعرف سكانها بالكرم وحسن الضيافة والتشبث بالهوية الوطنية.
عين الدفلى هي جوهرة المتيجة الغربية، ولاية تجمع بين الجمال الطبيعي والخصوبة الزراعية والتاريخ المجيد. من جبالها الخضراء إلى سهولها الخصبة، ومن تراثها العريق إلى حاضرها المزدهر، تبقى عين الدفلى رمزًا للحياة، والإنتاج، والأصالة الجزائرية المتجذّرة.