الجزائر

نقطة ساخنة


نقطة ساخنة
تحررت تدمر بدون زنوبيا .. الجيش العربي السوري ينسب الإنجاز العظيم إلى الدولة ( أو ما بقي منها ) ، النواب الفرنسيون يصفون الأسد بالفارس لأنّه خطى خطوة عملاقة في طريق " القضاء " على بعبع اسمه " داعش " الذي يطرق باب العجوز بيد مخضبة ، المعارضة تشكك في قدرة جيش سوريا النظامي في تحرير مدينة التراث الإنساني و تنسب العمل إلى النخبة الروسية ، في الحدود الأخرى يتهم لافروف تركيا بأن دخول الإرهابيين إلى سوريا يتم عبر أراضيها ، و الكريملن يستشيط غضبا على صحيفة الحياة التي نقلت أن ثمة اتفاق أمريكي روسي يتجه نحو البلورة و مفاده الإطاحة بالأسد ، و الاستعانة بمسطرة و مقص لتقسيم التركة السورية إلى دويلات سماها الاتفاق فيدرالية سوريا ( على شاكلة فيدرالية روسيا ) ، و في جنيف باب المفاوضات مفتوح إلى التاسع أبريل الجاري ليعود علماء الكلام من مفاوضين شكليين إلى قراءة التقارير التي أملاها عليهم من يشدون خيوط اللعبة لأن الملف السوري في غير يد السوريين نظامًا و معارضةً ، بل في يد الكبار الذين يجربون قدرتهم على تسخين حرب باردة عادت بكل ثقلها للقضاء على أحادية القطب الذي يزعج موسكو.و في عليائه يقول فخامة الرئيس أنّه مستعد لانتخابات رئاسية مبكرة إذا توفرت الرغبة الشعبية ( و الشام أفرغ من إرادته الشعبية في مجاهل أوربا ) و مد اليد للذين غرر بهم. و لكن .. كم من سنة مضت على هذا اللغط ؟ خمس سنوات ( و القادم في علم الغيب ) ، خمس سنوات جرت فيها انتخابات رئاسية و خلف الأسدُ الأسدَ ، و تشابكت خيوط اللعبة بين الكريملن و البيت الأبيض ، و تزاحمت وفود المعارضة في مطار جنيف للتفاوض حول لا شيء ، و أفرغت أوربا و أمريكا سوريا من شعبها ، و دخل الدواعش من ديار بكر إلى الشام الأشم ( و كأن الأمر يتعلق بمقايضة ) ، و نددت و شجّبت و استنكرت قوى العالم ، دولاً و منظماتٍ الوضع في حاضرة معاوية .و الحرب مستمرة تطفئ كل عام شمعة و تحرق شعبا .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)