الجزائر

مقال
وصف الكاتب والباحث الأردني في قضايا الشرق الأوسط، عريب الرنتاوي، في مقال له أمس الحديث عن ”أردن مترامي الأطراف”، يقتطع أنبار العراق وحوران سورية وضفة فلسطين الغربية، بأنه شكل من أحلام اليقظة من شأنها تقسيم الأردنيين وتقحمهم في ”فوضى غير خلاقة” هو في غنى عنها قد تجتاح المنطقة. وأضاف الرنتاوي أن سيناريو توسيع الأردن مشروع مبهم وتحيط به المخاطر من كل جانب، وتساءل: ”هل يظن أحد أن شعوب هذه المناطق ومواطنيها، قد سلّموا بلا عراقيتهم ولاسوريتهم ولا فلسطينيتهم، حتى يتوافدوا زرافات ووحدانا تحت رايات الأردن الكبير الذي سيتضاعف مساحةً وسكاناً في غضون أشهر أو سنوات قلائل، وربما بأكثر من مرة؟”. وتابع ”ثم ماذا عن بقية سنة العراق من خارج الأنبار وسنة سورية من خارج حوران والفلسطينيين من خارج الضفة الغربية، وتحديداً من قطاع غزة؟ هل من حدود وضوابط لنظرية التوسع الأردني وفقاً لنظرية تكبير المملكة؟ والأهم من كل ما سبق، ماذا عن موقف الأردنيين من مشاريع كهذه، سواء من أصول فلسطينية وخاصة من الأصول الأردنية؟ ماذا عن أسئلة الهوية الوطنية وإدماج ما يقرب من ثلاثة ملايين ونصف المليون غير أردني مقيم على الأرض الأردنية من أبناء الولايات الجديدة المنوي ضمها وإلحاقها بالأردن؟”وحذر الرنتاوي من تداعيات السيناريو، معتبرا أنه سيؤسس لبداية مرحلة من الاضطراب وعدم الاستقرار التي قد تطيح بأصحابه، وسيجد الأردن، الذي نجح في تفادي الفوضى غير الخلاقة، نفسه طرفاً مستهدفاً في نزاعات البلدان الثلاثة وصراعاتها الدامية، وسينقسم الأردنيون سيتوزعون على خريطة الانقسامات التي عصفت وتعصف بالمناطق المضافة لكيانه، ما يعني أننا دخلنا نفقاً مظلماً طواعيةً وبملء إرادتنا”. واستبعد الرنتاوي أن يكون هذا السيناريو جزءا من تفكير أصحاب القرار في الأردن، وقال: ”أحسب أن عملية صناعة القرار في الأردن، أكثر نضجاً وتعقيداً من أن تنزلق وراء أحلام يقظة من النوع”.يذكر أنه منذ تسليم الملك عبد الله الثاني الراية الهاشمية للقوات المسلحة الاردنية في ذكى الجلوس على العرش واستدعاءها في مراسم عسكرية مهيبة بعد 500 عام ، حتى بدأت التأويلات والتحليلات باحتمال توسع الاردن جغرافيا على حساب سوريا والعراق اللتان مزقتهما الحروب الداخلية وأفقدتهما السيطرة على حدودهما. ورغم تقليل مستشار الملك للشؤون العسكرية رئيس هيئة اأركان المشتركة من دلالات الراية لكبح التأويلات، إلا أن الجدل يبقى حاضرا ويعزو المحلل الاستراتيجي د.عامر السبايلة ذلك إلى أن الأردنيين لم يعتادوا المكاشفة والمصارحة والحديث مباشرة في الخطوات والقرارات المستقبلية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)