الجزائر

مسلسل انقطاع الكهرباء يُربك سكان عين الدفلى



يسود سكان مدن عين الدفلى وخميس مليانة وسيدي لخضر والمناطق المجاورة منذ ثلاثة أيام، استياء كبير سببه الانقطاعات المتعددة للتيار الكهربائي التي تكون عادة غير مسبوقة بأي إجراء إنذاري أو وصل إشعاري يمكن السكان من تدبير أمورهم.
ظاهرة انقطاع التيار الكهربائي التي باتت تقض مضاجع السكان في فصل الصيف، ليست كضيف خفيف يأتي ليغادر توا، أو سحابة صيف سرعان ما تتبدد وتذهب إلى غير رجعة، بقدر ما أصبحت بحكم كثرتها وتعددها أزمة مستدامة في ذات الولاية والمدن الكبيرة على وجه التحديد، بل صارت تقاسم يوميات المواطنين الذين تضرروا كثيرا من مسلسل الانقطاع الذي يدوم أحيانا 3 إلى غاية 5 ساعات دفعة واحدة.
وحسب تصريحات المواطنين المتضررين من الظاهرة، فإن أداء شركة سونلغاز الذي صار باهتا وهشا في أحايين أخرى، وعادة منحصرا فقط في التدخل لإعادة التيار الكهربائي لوضعه الطبيعي إزاء انقطاعات متكررة في نفس اليوم، لكن عملية الإنقاذ هذه قد تطول لساعات طوال بسبب قلة التقنيين وقدم الآلات المتوفرة التي أصبحت متقادمة ولم تعد تفي بالغرض المطلوب، يقول أحد المواطنين ل«البلاد».
أجواء التوتر والحنق تبقى تطبع يوميات سكان المدن المذكورة والمناطق المحيطة بها، بسبب انقطاعات التيار الكهربائي التي لا تكاد تتوقف خصوصا في فترات الحر، لدرجة لم يعد سكان عاصمة الولاية على وجه الخصوص هضمها واستيعابها لما لهذا الانقطاع من تأثيرات سلبية على ممتلكاتهم والتجهيزات الكهربائية التي باتت غير أمنة بسبب ما تفرزه ظاهرة الانقطاع، وتحدث آخرون بإسهاب عن فساد أدويتهم وضرر كبير لحث بالمرضى وخسائر جسيمة
تكبدها العديد من مربي الدواجن كهلاك العشرات من الكتاكيت لارتباط هذا النشاط ارتباطا وثيقا بالكهرباء، علاوة على تلف اللحوم والأسماك.
استمرار هذا المسلسل من الانقطاع جعل السكان وأصحاب المحلات التجارية وغيرها متأهبين لأي طارئ قد تضيع معه جميع مصالحهم اليومية، وذلك بدأبهم على اقتناء عدة علب من الشموع التي قد تنفذ أحيانا أمام ارتفاع الطلب عليها في أوقات «الحر» بينما باقي الحرف والقطاعات على غرار « المقاهي الثقافية»، الفروع الإدارية، القصابات، وهي المهن التي يعتبر التيار الكهربائي محركا رئيسا في نشاطاتها، فإن مدة الانقطاعات بالنسبة إليها، كما يرى بعض العاملين في ذات القطاعات، «مضيعة للوقت وبعثرة لجميع الحسابات».
وبالرغم من أن نظرة سكان عين الدفلى، خميس مليانة، العطاف، بئر ولد خليفة، سيدي لخضر وجندل، إزاء ما ينتجه ويقدمه مسؤولو «سونلغاز» من خدمات تجاه زبائنهم، أصبحت نظرة تشاؤمية للأسباب السالفة، فإنه كما يبدو، ليس في نية المسؤولين الساهرين على تدبير هذا القطاع، التفكير من أجل وضع حد للاحتجاجات وإعادة هيكلته من جديد، من خلال تحديث التجهيزات وتوفير الآلات الضرورية والأطر التقنية، قصد الارتقاء بالخدمات المقدمة للمستهلكين وتوسيع طاقته الاستيعابية، حتى يمكنه مسايرة احتياجات السكان، غير أن هزال الأداء المقدم من طرف القطاع، لا يمكن اختزاله في المشاكل السالفة الذكر، بل يضاف إليه ضعف التيار الحالي حيث لا يتعدى في أحسن الأحوال 180 درجة، زيادة على عدم إخضاع العدادات للمراقبة المستمرة ما يجعل المنخرطين على مستوى مصالح سونلغاز، ضحية مبالغ مالية جزافية مرتفعة تفوق طاقات الاستهلاك بكثير حسب العرائض المودعة من قبل المحتجين لأجل إرغام المصالح المعنية بالتدخل لتصليح الأمور، وهو ما يستدعي تدخلا عاجلا لوقف ظاهرة الانقطاع، خصوصا أن شهر رمضان على الأبواب وأن الحاجة للتيار الكهربائي تتضاعف بشكل كبير مقارنة بالشهور الأخرى.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)