لا مفاجآت في المؤتمر السابع لحزب العدالة والتنمية المغربي... والشعارات هي نفسها

المفاجأة في المؤتمر السابع لحزب العدالة والتنمية المغربي انه كان بدون مفاجآت، كل الامور سارت حسب ما خططت له قيادة الحزب وكل الكلمات التي قيلت ذكرت ولم تقل جديدا وكل الشعارات التي رفعت كانت رفعت الاف المرات في مناسبات سابقة.
عدم المفاجآت هو نجاح للحزب الاول بالحكومة المغربية منذ نهاية العام الماضي، واشار الى قدرة زعيمه عبد الاله بن كيران، وهو رئيس الحكومة، على تدبير التباينات داخل قيادة حزبه ذات المرجعية الاسلامية وتنزيلها لقواعده وتقديمها للرأي العام كطبق واحد لكن بالوان متعددة.
والذين استمعوا لبن كيران اول امس السبت بالرباط في جلسة افتتاح المؤتمر الوطني السابع لحزبه لمسوا في خطابه نفسا 'ارشاديا' يهدي رفاقه بالحزب ووزراء حكومته والحكام العرب، يدعوهم للاصلاح ويحذرهم من الفساد والتفرقة.
وقال عبد الإله بن كيران في خطاب مرتجل امام اكثر من 15 الف احتشدوا في مركب رياضي تحت شعار 'شراكة فعالة من أجل البناء الديمقراطي' إن المغرب تمكن من مواجهة ما وصفه بالابتلاء الذي تعرضت له دول عديدة في العالم العربي، بفضل ما تميز به شعبه من طريقة خاصة في تداول شأنه، منذ أزيد من 12 قرنا خلت.
وأكد أن في المغرب أسرة ملكية تحب الشعب ويحبها وتقوم بدور الحَكَم أكثر من دور الحُكم وأن المغاربة الذين كانوا وراء مقاومة الاستعمار والاستقلال والمسيرة الخضراء وتجربة التناوب التوافقي 1998 والانتقال 'السلس' للحكم سنة 1999، هو نفسه الشعب الذي 'أنجى به الله الأمة والملكية في المغرب بعد أن استطاع الجميع أن يجدوا حلا توافقيا من خلال خطاب 9 مارس ودستور يوليو 2011 وانتخابات 25 نوفمبر'.
وحذر بن كيران الخطاب من 'يظنون أن التحكم يمكن أن يرجع إلى المغرب وأن الاستبداد يمكنه أن يحمي الفساد، على أن مرحلة الفساد والاستبداد انتهت، ولم يعد مقبولا العودة إليها لأن الشعب لا يريدها ومنطق التحكم والمكر والخداع والاستئثار بالثروة واستغلال القضاء انتهى، مبينا أن من يواجه الشعوب سينهزم كيفما كان.
ودعا بن كيران قيادة حزبه ووزراءه ونوابه في البرلمان أن ينتصروا في معركة الأخلاق والقيم داخل حزبهم أولا وبأن يغيروا ذواتهم قبل أن يفكروا في إنجاح أي تغيير آخر، وقال 'اقمعوا رغباتكم الشخصية واجعلوا شعاركم الوطن أولا والحزب ثانيا وذواتكم في حدود المعقول ثالثا '، لأن المناصب تغوي وتغري و'لكن عليكم أن تتذكروا أنكم جئتم لتاخذوا بمعروف وتعطوا بدون حساب'.
وقال انه لن يقول عن اداء حكومته بانه '10 على 10'، لكنها تحاول جهد المستطاع أن تخدم الوطن، مشددا على أن التركة في ايجابيات لا يمكن إنكارها وفيها أيضا سلبيات كثيرة وإرث ثقيل على رأسه اقتصاد الريع.
على الصعيد العربي حذر بن كيران الحكام العرب من استمرار سياسة الطغيان والفساد والاستبداد وقال 'تصورا كيف كان يتم ضبط الشعوب العربية بالحديد والنار، وتصوروا ما مر برقعتنا العربية من القتل والنهب والتحكم فشاءت قدرة الله تعالى أن يسقط جبابرة في سنة واحدة، فذهب الله بالعديد منهم ولو أحسنوا مع شعوبهم لما وقع لهم ما وقع'، مؤكدا أن رحيلهم ليس مأسوف عليه لكن نترحم على موتاهم.إلى ذلك أثنى ابن كيران على المقاومة الباسلة التي يبديها الشعب السوري ضد الاستبداد والفساد، مؤكدا أن الشعب السوري ضحى بما لم يضح به غيره في ظل الربيع العربي 'لكن الله سينصرهم بإذن الله'.
وقال إن 'الشعوب العربية سئمت من حكام تحكموا في كل شيء وفي الشعوب وفي الثروة كما لو أنهم ورثوها عن آبائهم، ولم يتركوا لشعوبهم أي شيء وامتصوا لأنفسهم وأقاربهم وأعوانهم كل شيئ مما أفسد الأوضاع'.
وتابع قائلا 'تصوروا كيف كان يتم ضبط الشعوب العربية بالحديد والنار، وتصوروا ما مر برقعتنا العربية من القتل والنهب والتحكم فشاءت قدرة الله تعالى أن يسقط جبابرة في سنة واحدة، فذهب الله بالعديد منهم ولو أحسنوا مع شعوبهم لما وقع لهم ما وقع'. ويواصل المؤتمر الوطني السابع العادي لحزب العدالة والتنمية الذي يعقد لاول مرة بعد فوز الحزب بالمرتبة الاولى في انتخابات تشريعية جرت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي مما اهله لتشكيل الحكومة وقيادة تدبير الشان العام بحضور اكثر من 3300 عضو اعماله التي من المقرر ان تنتهي مساء امس الاحد ببيان ختامي وذلك بعد انتخاب مجلس وطني (برلمان الحزب) وامينا عاما لا زال عبد الاله بن كيران المرشح الوحيد الملك لحظوظ الفوز رغم ان القانون الداخلي يقول باكثر من مرشح.
وانتخب المؤتمر في ساعة متاخرة من ليلة السبت - الاحد أعضاء المجلس الوطني الجديد للحزب الذي انتقل عدد أعضائه وفق التعديلات التي ادخلت على القانون الأساسي من 100 عضو إلى 160 وذلك بعد مصادقة المؤتمر على الورقة السياسية التي قدمتها الامانة العامة وتحمل مقاربة الحزب للمرحلة القادمة والتي تتميز بقيادته لتدبير الشان العام.
وتستند أطروحة الحزب الجديدة على مرجعيات متكاملة تحدد التزامات الحزب المذهبية والسياسية وتصور الحزب للإصلاح المجتمعي والبرنامج الانتخابي الذي يشكل قاعدة لالتزام الحزب تجاه ناخبيه الذين وضعوا فيه الثقة وميثاق الأغلبية الحكومية.
وتقول إن الحزب وهو يعيد بناء أطروحته يظل 'وفيا لمنهجه العام القائم على المشاركة السياسية الفاعلة والإصرار على نهج الإصلاح من خلال المؤسسات المبني على الثقة الكبيرة في المستقبل كما يؤكد على الجاهزية المتواصلة والصمود على خط الإصلاح إسهاما في إقامة مجتمع مغربي أصيل ومنفتح ومتحضر ينعم بالأمن والديمقراطية والتنمية والعدالة'.
ويؤكد الحزب ان اطروحته الجديدة تاتي في سياق ' الربيع المغربي الذي يؤكد على الإصلاح في ظل الاستقرار الأمر الذي زكاه خطاب 9 مارس التاريخي والتفاعل السريع مع مطالب الشارع المغربي فلقد جاء الخطاب كي يطلق مسلسلا إصلاحيا جديدا عموده الفقري مراجعة دستورية شاملة أسست لملكية ديمقراطية اجتماعية برلمانية متناسبة مع البيئة المغربية '.
وتبرز أن المغرب تمكن خلال السنة الماضية من أن يحقق خطوات كبرى في اتجاه انجاز ربيعه الخاص حيث كان للمغرب من التبصر والقدرة على قراءة التحولات والتعامل معها بقدر من الحكمة ' جعلت المملكة تخرج من استحقاقات الربيع العربي بتعزيز المسار الديمقراطي والتوفيق المتبصر بين معادلة الإصلاح والاستقرار'.
وفي ضوء كل تلك المتغيرات وفي ظل قراءة واعية بالفرص التي تتيحها والإكراهات والصعوبات التي تنتج عنها أكد المشروع على ضرورة تطوير مقاربة الحزب للوضع السياسي وأطروحته حيث يرى أن مضمون النضال الديمقراطي يأخذ بعدا آخر بالنظر إلى موقع الحزب وما يتيحه من إمكانات وبالنظر إلى الإطار الدستوري المتقدم والاستحقاقات المرتبطة به أي الانتقال من أطروحة النضال الديمقراطي إلى أطروحة البناء الديمقراطي.
ويشدد الحزب أنه بقدر ما يوفر الاستقرار شروطا لإصلاح مستدام فإن تواصل الدينامية الإصلاحية والتنزيل الفعلي والديمقراطي لمقتضيات الدستور ولمس آثاره على مستوى المؤسسات والسياسات وعلى مستوى 'القطع النهائي مع التحكم نهجا للحكم والريع نهجا في الاقتصاد' هو الضمانة لاستدامة هذا الاستقرار وتعزيزه بصفة نهائية لا رجعة فيها.
وتشير الوثيقة إلى أن أطروحة البناء الديمقراطي لا تأخذ مضمونها الحقيقي فقط من خلال الديمقراطية السياسية ديمقراطية المؤسسات والانتخابات بل لا بد أن تقود إلى