الجزائر

شتان بين زئير الأسد و''عوعشة'' السردوك مطالب بتحديد صلاحياته و''صمت'' حول عدد العهدات :



لست أدري ما الذي دفع بالزميل سعد بوعقبة إلى تأويل تصريحاتي الأخيرة التي نشرتها يومية ''الوطن''؟ تأويلات بعيدة كل البعد عن أفكاري ونواياي، هل جهله للغة الفرنسية هو الذي أوقعه في هذه المهزلة التي لا تليق بمن يضع نفسه في مصاف الكتاب الكبار؟ وهذا عيب على صحفي أن لا يكون متمكنا من أكثر من لغة، والكارثة الكبرى أن يناقش قضايا كتبت بلغة لا يفهمها، ويعطيها أبعادا لا أساس لها أصلا فيما ورد بمحتوى الحوار، أم هل جهله للمهنة الصحفية ورطه في هذه التأويلات الخاطئة؟
صحيح أن الزميل سعد بوعقبة يعيش في عالم الصحافة منذ أكثر من ثلاثة عقود، لكننا لم نقرأ له طيلة هذه الفترة لا تغطية إعلامية ولا إنجاز ملف أو تحقيقا أو ربورتاجا، ولا حتى تأليف كتاب يمكن أن يسمح له بالانضمام إلى عالم الكتاب غير ذلك الذي جمع به مقالات عموده؟ كل ما نعرف عنه هو كتابته عمودا ببضعة أسطر، لا يكلف صاحبه بضع دقائق لإعداده، وقد بقي يتجوّل به من صحيفة إلى أخرى كلما أراد أن يغير من حدّة خطابه، سواء تحت عنوان ''نقطة نظام'' أو ''صيحة سردوك''.
يريد الزميل سعد بوعقبة إعطائي دورا سياسيا أنا في غنى عنه، وإن كان هو يراني أطمح في منصب وزير، أذكّره بأنني تقلدت مناصب كان يحلم بها، ولو تمكن منها، لعضّ عليها بالنواجد، ولكن إصابتي بفيروس الصحافة جعلتني أتخلى عن هذه المناصب بمحض إرادتي، بل لحدّ الآن رغم أنني مدير عام لجريدتين، لم أتخل عن مهنتي ولا أزال أحمل قلمي وآلة التصوير، لأعدّ التحقيقات والربورتاجات والحوارات ككل صحفي جدير بهذه المهنة.
أنا لم أشارك، يوما، في سهرات أو جلسات مع مرشح مفترض للرئاسة، كما حدث مع من ادّعى أنه سيكون خليفة لليمين زروال في إقامة موريتي من أجل وعد بمنصب وزاري، ولست ممن يكترثون لضياع فرص بعيدة عن مؤهلاتهم.
غريب أمر زميلنا سعد بوعقبة الذي أبدى لي إعجابه بنشاطي الصحفي، أثناء اللقاء الأخير الذي جمع بيننا في جنازة المرحوم علي كافي، وإذا به بعد أيام قليلة ينقلب على عقبيه بمزاجية عجيبة، ويقدم على تأويل هذا النشاط حسب هواه ويدرجه في خانة صراع سياسي، أنا بعيد عنه.
لا أطمح في منصب وزير، حتى وإن توفرت فيّ المؤهلات والكفاءة، بشهادة الكثيرين من الناس، ولا أتمناه له لأنه لم يثبت إلى يومنا هذا جدارته في العمل الصحفي، حتى يكون أهلا بمنصب أكبر منه.
لا أتهم الزميل سعد بوعقبة بالعمل لصالح زمرة سياسية ما، لتفسير خرجته الأخيرة في عموده ''نقطة نظام'' الصادر بجريدة ''الخبر'' يوم الخميس 25 أفريل الجاري، وإنما أذكّره بمدى حاجته إلى تعلم الفرق بين العمل الصحفي والممارسة السياسية، قبل الخوض في شؤون الآخرين. فشتان بين العمل الصحفي الذي يعتمد على التحقيق والحوار وأداء الرسالة الإخبارية بكل موضوعية، ويفرض على كل صحفي البحث عن المعلومة مهما كلفه الأمر والممارسة شبه الصحفية التي تعتمد على خربشة بضعة أسطر خدمة لأجندة معيّنة. فشتان بين زئير الأسد و''عوعشة'' السردوك.
هشام عبود مدير عام ''جريدتي''
أعترف لك أنني لا أفهم في صحافة (B.R.Q) التي تمتهنها أنت، رغم أنني قضيت 45 سنة في الصحافة، منها 20 سنة في صحافة التحرّيات والتغطيات، وزرت كل قرى ومدن الجزائر.. وكذلك القارات الخمس.
بقية الأمور الأخرى لا أناقشك فيها، لأنها أقل من المستوى المطلوب.. فقط أسألك: كيف تحارب الفساد وأنت تأخذ 6 صفحات إشهار يوميا من ''لاناب''، تنشر في جرائدك التي لا تقرأ، وتأخذ مقابلها ما لا يقل عن 3 ملايير سنتيم من الدولة في الشهر؟!
يا ليتك ذكّرتني بخطئي الفادح الذي ارتكبته ''أنا''، حيث قمت ببيع فيلم (كليشي) صورة المناضل الفلسطيني أبو نضال للموساد، بعد العملية الجراحية التي أجراها لتبديل شكله إثر عملية ميونيخ.!
أظن أن القراء يعرفون من هو الهر الذي يحكي انتفاخا صولة الأسد، ومن هو السردوك الذي يوقظ الناس.
[email protected]
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)