الجزائر

النخبة تبذل جهودًا معتبرة من أجل فرض احترام الأقلية المسلمة البروفيسور الألماني هارتموت إلسينهانس ل''الخبر''



النخبة تبذل جهودًا معتبرة من أجل فرض احترام الأقلية المسلمة البروفيسور الألماني هارتموت إلسينهانس ل''الخبر''
كشف الباحث الألماني البروفيسور هارتموت إلسينهانس، أن تاريخ الحرب الجزائرية ضدّ المستعمر الفرنسي جعلته يهتم بدراسة الإسلام وتأثيره في السياسة الجزائرية. وأكّد في حوار ل''الخبر'' على هامش ملتقى المجلس الإسلامي الأعلى حول الجالية الجزائرية في المهجر، إنّ النخبة تبذل جهودًا معتبرة من أجل فرض احترام الأقليات المسلمة وذلك بإدماجها في المجتمع.
ما سبب اهتمامكم بالإسلام؟
أعمل منذ 50 سنة تقريبًا في تاريخ الحرب في الجزائر وتاريخ الجزائر المستقلة، وكونها بلد مسلم جعلني أهتم أيضًا بالمسائل المتعلقة بتأثير الإسلام في السياسة الجزائرية. وخاصة بعد فشل الحركات الوطنية ذات الاتجاه العلماني وظهور تحالفات وتكتلات من ضمنها الحركات الإسلامية على الساحة السياسية.
وما هي رؤيتكم لواقع الأقلية المسلمة في ألمانيا؟
ينحصر مشكل الأقلية المسلمة في ألمانيا في الجالية التركية، وتاريخيًا تعد ألمانيا ضعيفة من حيث احترام الأقليات، لكن النخبة تبذل جهودًا معتبرة من أجل فرض احترام الأقليات المسلمة، وذلك بإدماجها في المجتمع، لكن السؤال الّذي يُطرح هنا عن كيفية احترام الثقافة الإسلامية، حيث أنّ هذه الأخيرة تعرف تغيّرًا معتبرًا فيما يخصّ أنماط العيش التقليدية، هذا ما يجعلها لا تتميّز عن المجتمعات الأخرى. ويكمن الاختلاف في وجود عدّة قيود تعتبرها الأقلية التركية عادية خصوصًا فيما يتعلق بحرية المرأة، نفس القيود كانت أيضًا عادية في ألمانيا منذ 60 سنة، لكنّها لم تعد كذلك في يومنا هذا. فهل يتعلق الأمر باختلاف ثقافي أم أنّه مجرد تغيّر زمني؟
إضافة إلى ذلك، لا تملك مختلف الفئات الاجتماعية ذات الأصول التركية نفس المفاهيم التي تبنى عليها الثقافة التركية، ويتّضح هذا جليًا وحتى في تركيا عندما تنشب خلافات في هذا المجال، والحجاب هو أحسن دليل على ذلك. وانطلاقًا من هذا المفهوم العلماني والثقافي نشأ تخوّف لدى الشعب الألماني الّذي لا يعبّر دائمًا بصفة مباشرة. وقد تمّ مؤخّرًا نَشر كتاب حول الخطر الّذي تمثله الهجرة التركية على الشخصية الألمانية في ألمانيا. بعد بروز صراع بين النخبة وجزء من الشعب الألماني، وظهور عبارات تشجّع العنصرية بدعوى دنو الموروث الجيني للمغتربين الأتراك بسبب الطبقات الاجتماعية الّتي كانوا ينتمون إليها.
كيف تنظر إلى واقع الدراسات العربية والإسلامية في الجامعات الأوربية؟
تُوجّه الدراسات العربية والاسلامية في ألمانيا إلى المفهوم الثقافوي -مدرسة اجتماعية أمريكية تؤكّد على تأثير الوسط الثقافي مقابل الوسط الطبيعي على الفرد-، وهي تنتمي إلى كليات الأدب في أغلب الجامعات خصوصًا في ألمانيا، وقليلا ما يمثل الجانب السوسيولوجي والسياسي.
وأثناء انقسام ألمانيا، بذلت ألمانيا الشرقية جهودًا معتبرة نحو الدراسات السوسيولوجية والاقتصادية والسياسية وخاصة في سياق تطبيق نظرية النمو غير الرأسمالي، في حين عرفت الكليات السابقة الذكر تغييرًا كبيرًا أثناء الوحدة، حيث قلّ الاهتمام بالتّخصّصات الاجتماعية.
وما مدى اهتمام الطلبة الألمان بالتخصّص في مجال العلوم العربية والإسلامية؟
لا يوجد اهتمام كبير من الطلبة الألمان بالدراسات العربية والإسلامية، ويرجع سبب ذلك إلى أنّه ليست هناك فرص عمل محدّدة في مثل هذه التخصّصات. وبالرغم من نوعيتها الجيّدة يقلّ عدد المهتمين بها.
متى بدأ تحديدًا في تعليم اللغة العربية والإسلام في الجامعات الألمانية؟
شرعت الجامعات الألمانية في تدريس الأدب العربي والإسلام منذ قرنين ممّا أسهم في دراسة الثقافة العربية والإسلامية، وهذا أمر متعارف عليه حتّى في العالم العربي. إلاّ أنّ ما تفتقر إليه الجامعات الألمانية هو التكوين الإسلامي الّذي يسمح بتوفير معلّمين للإسلام في المجتمع الألماني. وتطرح الأقلية التركية في ألمانيا مشكل عدم تدريس الإسلام في المدارس، وفي هذا السياق توجد مصلحة قيد الإنشاء هدفها تكوين أساتذة مختصين في الدّين الإسلامي لصالح مسلمي ألمانيا على غرار الديانة المسيحية الّتي تُدرَّس في كلّ مدارس ألمانيا.
للاستشراق الألماني تاريخ طويل، فهل لكم أن تحدّثونا عن البصمات الّتي يتميّز بها عن غيره في البلدان الأوروبية؟
تعتبر الدراسات حول العالم العربي في ألمانيا ذات طابع أدبي، وهذا ما يميّزها عن الدراسات في باقي الدول الأوروبية الّتي كان لها مستعمرات في العالم العربي والّتي سعت إلى تكوين إداريين وجنود من الجانب اللغوي والاجتماعي لاستعمالهم في المستعمرات وتدعيم قوّة المستعمر. وكانت الدراسات العربية والإسلامية في ألمانيا جزءًا من الأدب، حيث تسهم مختلف الثقافات في إنشاء نظرة شاملة حول النجاحات الإنسانية فيما يتعلّق بالفلسفة. وما زال الاتجاه الأدبي للدراسات العربية والإسلامية في تغيّر مستمر منذ بروز حركات ثقافية وسياسية جديدة في العالم العربي.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)