الجزائر

سوريا تحترق مقتل كبار قادة الجيش في ''معركة دمشق''




قتل، أمس، وزير الدفاع السوري، العماد داوود راجحة، ونائبه آصف شوكت، صهر الرئيس الأسد، وحسن تركماني، معاون نائب رئيس الجمهورية، وقيادات أخرى، في تفجير استهدف اجتماعا لكبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين في مبنى الأمن القومي بقلب دمشق.
تواصلت، أمس، الاشتباكات بحدة أكبر بين الجيش الحر والجيش النظامي بالعاصمة دمشق، لليوم الرابع على التوالي، في ظل تزايد الانشقاقات في صفوف الجيش النظامي، ما ينذر بانهيار النظام وسقوط وشيك للعاصمة في أيدي المعارضة. فيما أجل مجلس الأمن التصويت على مشروع قرار حول سوريا إلى اليوم.
وتحدثت مصادر إعلامية عن مقتل وزير الداخلية السوري، محمد إبراهيم الشعار، وحافظ مخلوف، رئيس فرع التحقيق في المخابرات العامة، في تفجير دمشق، فيما أصيب رئيس مكتب الأمن القومي، هشام اختيار، بجروح، واختلفت التقارير حول طريقة تنفيذ العملية التي وصفت بالأكبر منذ تشكيل الجيش السوري الحر.
وقال التلفزيون السوري الرسمي، في نبأ عاجل، إن ''التفجير الإرهابي الذي استهدف مبنى الأمن القومي بدمشق وقع أثناء اجتماع وزراء وعدد من قادة الأجهزة المختصة''، مؤكدا أن العماد داوود عبد الله راجحة، وزير الدفاع، ''استشهد'' جراء ''التفجير الإرهابي الذي استهدف مبنى الأمن القومي''. كما أورد التلفزيون الرسمي، في شريط إخباري، ''استشهاد العماد آصف شوكت، نائب وزير الدفاع، جراء التفجير الإرهابي الذي استهدف مبنى الأمن القومي في دمشق''.
وبعد ساعات قليلة من الإعلان الرسمي عن مقتل وزير الدفاع، داوود راجحة، تم إصدار مرسوم بتعيين العماد فهد بن جاسم الفريج، نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة، وزيرا للدفاع. ومباشرة بعد تنصيبه، قال في كلمة متلفزة: ''العمل الإرهابي لن يثني قواتنا المسلحة في ملاحقة فلول الجماعات المسلحة''.
وتضاربت الأنباء حول طبيعة التفجير الذي استهدف مبنى الأمن القومي، ففي الوقت الذي رجح المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، أن يكون بفعل سيارة مفخخة، تحدثت وسائل إعلام عن تفجير انتحاري قام به حارس خاص فجر حزامه الناسف داخل مبنى الأمن القومي حيث كان يجتمع وزراء وكبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين، وهناك من تحدث عن وضع عبوة ناسفة داخل غرفة الاجتماع من قبل أحد الحراس الذين يعملون لصالح الجيش الحر.
وتبنى الجيش السوري الحر التفجير الذي أودى بحياة عدد من أقطاب النظام الذين يشكلون خلية الأزمة، فيما اتهم النظام السوري أجهزة استخبارات غربية بالوقوف وراء هذه العملية.
انشقاقات داخل جيش الأسد
على الصعيد الميداني، اشتدت المعارك بين الجيش الحر والجيش النظامي في دمشق وريفها لليوم الرابع على التوالي، ونشرت قناة ''العربية'' السعودية صورا لمسلحين قالت إنها تبين انتشار الجيش الحر في ريف دمشق وسط هتافات شعبية، فيما فر جنود من الفرقة الثالثة المدرعة من حي الميدان بدمشق، تاركين آلياتهم خلفهم، وهاجم الجيش الحر مركزا أمنيا بالحجر الأسود في العاصمة، كما انشق 50 عنصرا من القوات الخاصة في حي القابون بالعاصمة، وتحدثت لجان التنسيق السورية عن انشقاقات متزايدة في أوساط الجيش السوري في معرة النعمان وحمص وحماة، كما سمع دوي انفجارات في مقر الفرقة الرابعة الشهيرة التي يقودها شقيق الرئيس والمكلفة بحماية النظام.
باريس ولندن تنددان وروسيا تحذر
دبلوماسيا، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمام صحفيين على هامش لقاء بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أمس، إن ''معارك حاسمة تجري في سوريا. وتبني مشروع القرار الغربي (في مجلس الأمن) سيكون بمثابة تقديم دعم مباشر لحركة ثورية. وإذا الأمر يتعلق بثورة فلا علاقة للأمم المتحدة بالأمر''. وشددت روسيا على وجوب معاقبة من نفذوا التفجير. واعتبر نائب وزير الخارجية الروسية، ينادي غاتيلوف، تصعيد المسلحين لأعمالهم في سوريا تزامنا مع مناقشات مجلس الأمن حول تسوية الأزمة السورية أمرا ''خطيرا''. وقال غاتيلوف إنه ''لنمط خطير أنه عندما تجري في مجلس الأمن الدولي مناقشات حول تسوية الأزمة السورية يقوم المسلحون بتصعيد أعمالهم الإرهابية مفشلين جميع المحاولات'' لتسوية الوضع. من جانبه، أدان وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، التفجير الذي أودى بحياة كبار القادة السوريين وقال: ''إن الحكومة الفرنسية، من دون معرفة ملابسات هذا الهجوم، كانت دوما تدين الإرهاب''. كما أدان وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، التفجير. في حين رأى وزير الدفاع الأمريكي أن ''الوضع في سوريا يخرج عن السيطرة''.
''لوفيغارو'' تؤكد مقتل الصحفي الفرنسي بقذيفة المعارضة
على صعيد آخر، ذكرت صحيفة ''لوفيغارو'' الفرنسية، أول أمس، نقلا عن مصدر في وزارة الدفاع بباريس، أن الصحفي الفرنسي جيل جاكييه، الذي قتل في 11 جانفي الماضي، قضى ''بقذيفة أطلقها المتمردون في حمص وكانوا يستهدفون فيها حيا مؤيدا للنظام حيث كان الصحافي موجودا''.
ونقلت صحيفة ''لوفيغارو'' عن مصدر قريب من الملف في وزارة الدفاع في باريس، قوله إن ''التحليلات البالستية، أي علم حركة المقذوفات، والمعلومات الاستخبارية التي جمعتها مصادرنا على الأرض مباشرة بعد المأساة، تشير إلى أن جاكييه، 43 عاما، قتل بقذيفة هاون من عيار 81 مم مصدره حي معارض''. وبيّن المصدر أن ''تحليلات تظهر بوضوح مصدر إطلاق النار الذي أودى بحياة جاكييه، مراسل قناة فرانس ,''2 متابعا أن ''كل الأجهزة المختصة، إضافة إلى دبلوماسيي سفارة فرنسا في دمشق، متفقون على هذه الخلاصة''.

آصف شوكت.. صانع بشار ويده الضاربة
بالرغم من أنه ليس وزيرا للدفاع ولا رئيسا لأركان الجيش السوري، وإنما نائب له، إلا أنه كان يصنف كأهم شخصية بعد الرئيس بشار الأسد إن لم يكن أكثر منه نفوذا، إذا أسقطنا الاعتبارات المعنوية لمنصب رئيس الجمهورية... ويكفي أنه لعب أهم دور في وصول بشار الأسد إلى سدة الحكم.
ولد اللواء آصف شوكت، الذي قتل يوم أمس، عام 1950 في مدينة طرطوس، وتقول العديد من المصادر إنه ينحدر من عائلة من ''البدو الرحل'' وتنتمي للطائفة العلوية التي تحكم سوريا منذ مطلع سبعينات القرن الماضي. ولأن زوجته بشرى الأسد ابنة الرئيس السوري الراحل وشقيقة الرئيس الحالي، فقد كان أقوى شخصيات النظام الحاكم.
التحق بالجامعة السورية بدمشق عام 1968 لدراسة الحقوق، لكنه عدل مساره الدراسي في وقت لاحق، وقرر دراسة التاريخ بنفس الجامعة التي تخرج منها حاملا لشهادة الدكتوراه عن أطروحة تعرض فيها بالدراسة والتمحيص لدور الريفيين السوريين في الثورة السورية الكبرى عام .1925
بعد عشر سنوات من التحاقه بالجامعة، انضم لصفوف الكلية الحربية عام ,1976 التي تخرج منها كضابط في قوات المشاة، قبل أن ينتقل أو ينقل إلى القوات السورية الخاصة التي رأس بها إحدى وحدات ''فصائل الاقتحام''، وقد قاد بنفسه الوحدة التي اقتحمت حي ''الحاضر'' بمدينة حماة خلال المواجهة الشهيرة بين النظام وحركة الإخوان المسلمين نهاية عشرية السبعينات.
من بين المهام التي يقال إنها أسندت له أو اتهم بها خارج سوريا، الهجوم الذي استهدف عام 1983 السفير الأردني بالهند، وعمليات مماثلة في كل من الأردن وإيطاليا. ويرى العديد من المختصين في الوضع السوري، أن جرأته واندفاعه في تطبيق حسابات نظام حافظ الأسد كانت وراء قبول والد الرئيس الحالي تزويجه بإحدى بناته، بالرغم من أنها كانت مخطوبة وعلى وشك الزواج بوزير الإعلام الأسبق.
الجزائر: العربي زواق
داوود عبد الله راجحة..
عسكري من المهد إلى اللحد
نصب داوود عبد الله راجحة في منصبه كوزير للدفاع السوري يوم 8 أوت 2011 في أول حكومة أعقبت اندلاع الثورة السورية التي تعصف بالنظام السوري.
ولد راجحة، الذي قتل يوم أمس، بمدينة دمشق عام ,1947 لعائلة مسيحية تنحدر من قرية عربين بريف دمشق، وتخرج من الكلية الحربية في حمص عام 1968 ضمن قوات مدفعية ميدان، واجتاز العديد من الدورات التأهيلية العسكرية المختلفة بما فيها دورة القيادة والأركان ودورة الأركان العليا.
تدرج في رتب الضباط إلى غاية ترقيته إلى لواء عام 1998 ثم عماد عام ,2005 كما شغل مختلف الوظائف العسكرية قبل اختياره نائبا لرئيس هيئة الأركان عام .2004
بعد اندلاع أحداث الثورة الحالية، رأى الرجل أن بلاده تتعرض لمؤامرة كبرى تستهدف كيانها وليس نظامها الحاكم فقط، واتهم القوى الغربية بالوقوف وراء هذه الأحداث. وقد جاءت قراءاته ومواقفه هذه مطابقة لممارساته بعد توليه حقيبة وزارة الدفاع، حيث اجتاح الجيش النظامي عددا من المدن والقرى على أمل اجتثاث الثوار وتحرير المدن والقرى التي تمكنوا منها، وهو ما جعل اسم راجحة يندرج في قائمة العقوبات الأوروبية والأمريكية والعربية مع 12 وزيرا آخرين، وينظر إليه على أنه أحد صقور النظام والمسؤولين عن جرائم الإبادة التي استهدفت العديد من التجمعات السكانية المنتفضة.
الخبير في الشؤون العسكرية اللواء الدكتور محمود خلف ل''الخبر''
سقوط نظام بشار سيكون خلال أيام قليلة
يرى اللواء الدكتور محمود خلف، الخبير في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية، بأن ''نظام الأسد في سوريا دخل مرحلة العد التنازلي''، مشيرا إلى أن ''سوريا انتقلت من دولة بشار إلى دولة المعارضة، ومسألة سقوط النظام الحالي لن تتعدى أياما قليلة فقط''.
وقال اللواء محمود خلف، الخبير المصري، في تصريح ل''الخبر''، إنه كان متوقعا ''أن تجري عمليات مثل استهداف مقر الأمن القومي منذ انتقال المعارك إلى دمشق، لأن الجيش لا يستطيع أن يستعمل نفس الأسلحة التي كان يستعملها في القرى والأرياف''، مضيفا بأن المعارضة ''تستهدف حاليا المواقع الثمينة''، معتبرا بأن ''استهداف مقر الأمن القومي ومقتل قيادات من الصف الأول في الدولة السورية يظهر بأن الأسد فشل في السيطرة على الدولة''.
وقدر اللواء محمود خلف بأن المعارك التي تشهدها دمشق ''تظهر بأنه لم يبق أي شيء أمام المعارضة التي تقود معركتها الأخيرة، وبالتالي فإن سقوط النظام الحالي سيكون خلال فترة قصيرة''، مبرزا في هذا السياق بأن ''كثرة الانشقاقات في مختلف الأجهزة الأمنية، خاصة في أجهزة الاستخبارات وقيادة الجيوش، وسقوط المدن الواحدة تلو الأخرى، تؤكد بأن النظام السوري الحالي وصل إلى نهايته''، في وقت يقول المتحدث: ''يواصل الأسد تقتيل شعبه وأضحى محاصرا في العاصمة دمشق ويصعب عليه الخروج منها''. ويرى المتحدث بأن ''سوريا انتقلت من دولة بشار ودخلت مرحلة دولة المعارضة''. وقال بخصوص الزمن المقدر لسقوط النظام السوري، بالنظر إلى المعارك التي اتسعت رقعتها في دمشق وتفجير مقر الأمن القومي: ''من الصعب التقدير بالتدقيق، لكن نتوقع أن يستغرق أياما قليلة فقط، فالعد التنازلي قد بدأ''. واستبعد الخبير العسكري المصري أن نشاهد سيناريو مماثلا للسيناريو الليبي بخصوص سقوط دمشق، ''لا أعتقد أن يكون هناك سيناريو مشابه للسيناريو الليبي، لأنه هناك جيش حر منشق عن الجيش السوري والجيش السوري مختلف عن مرتزقة القذافي، والقادة العسكريون انشقوا عن الجيش ولم يبق إلا قلة مع الأسد، وبالتالي فإن المعركة خاسرة بالنسبة للنظام، خاصة أن استعمال الأسلحة داخل العاصمة ليس متاحا بنفس الطريقة التي كانت تستعمل به في القرى''.
الجزائر: رضا شنوف
الشرع ينفي انشقاقه عن نظام الأسد
نفى نائب الرئيس السوري، فاروق الشرع، لقناة ''أ أن بي''، نفيا قاطعا أن ''يكون قد انشق عن النظام السوري''. كما نفى وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق باسم الحكومة الأردنية، سميح المعايطة، الأنباء التي تناقلتها العديد من وسائل الإعلام عن فرار نائب الرئيس السوري، فاروق الشرع، إلى الأردن برفقة عدد من الضباط الكبار في الجيش.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)