الجزائر

سحر السلطان؟!



سحر السلطان؟!
الغنوشي قلق على بقاء النهضة في الحكم لأن أجهزة الدولة التونسية ليست مخونجة كما يجب.! وعوض أن يفرح الغنوشي بكون مؤسسات الدولة التونسية ليست تابعة لأي حزب سياسي..(وخاصة الإدارة والأمن والجيش) عوض أن يفرح بهذا الإنجاز المؤسساتي في تونس الذي مكّن النهضة من الوصول إلى الحكم بالإنتخابات، راح يدعو السلفيين إلى الإنتباه إلى أن وضع الإسلاميين في السلطة التونسية مايزال هشا لأنهم لم يهضموا بعد مؤسسات الدولة؟!
شيء غريب فعلا أن يدعو الإسلاميون إلى أدلجة مؤسسات الدولة عندما يصلون إلى الحكم وهم الذين اشتكوا من حكاية أدلجة هذه المؤسسات عندما كانوا في المعارضة.
حتى الرئيس مرسي في مصر حوّل يوم المساءلة الذي تم بمظاهرة في الميدان بمناسبة مرور 100 يوم على حكمة، حوّله إلى يوم يجرح 100 مواطن.!
في أحداث شغب كان وراءها أنصار الرئيس ضد الذين طالبوا في المظاهرة بمساءلته.! وهو الذي كان يعيب على نظام مبارك بأنه نظام خارج كل مساءلة من طرف الشعب.
ومع ذلك ينبغي أن نسجل للنظام المصري الجديد بقيادة الإخوان حسّه المرهف إلى نبض الشارع المصري.. وقد ظهر هذا جليا.. في مسألة المواجهة بين القضاء والرئيس.. فلأول مرة في تاريخ الجمهوريات العربية يتراجع الرئيس أمام جهة في مؤسسة من مؤسسات الدولة لا تحمل المدفع أو الكلاش، وهذا في حد ذاته تطوّر مهمّ نحو تمدين الحكم في مصر الشقيقة.. وهذا أيضا تطور مهم يدل على أن الشعب المصري بدأ بالفعل تحكمه المؤسسات الدستورية التي يسيّرها القانون وليس المؤسسات التي تخضع للأشخاص.
الرئيس مرسي عندما عّين النائب العام في الفاتيكان إبعادا له عن المؤسسة القضائية التي قصرت في حق حماية الثائرين، كان قراره شبيها بقرار السادات الذي أبعد بموجبه الفريق سعد الدين الشاذلي بطل العبور من قيادة الأركان وعيّنه سفيرا في بريطانيا..! وهذا ما جعل الشاعر الفحل الراحل نزار قباني يقول فيه قصيدة عصماء.. جاء فيها ما معناه: ''إن بطل العبور عينّ في منصب رفيع ليتمتع بالنحور والعطور والسيغار والكافيار..!
ليت الجزائر في عهد بوتفليقة تقتدي بمرسي وتعينّ أويحيى الذي أبعد من الحكومة سفيرا لدى الفاتيكان، بعد أن رفض سفارة في واشنطن، كما تقول الأخبار! لأننا لا نعتقد أنه يرفض العمل مع البابا؟! ما أريد قوله هو أن السلطة هي السلطة، سواء كانت في يد الإسلاميين أو العلمانيين فالكرسي ''يدوّخ'' كما قال بوتفليقة ذات يوم.
[email protected]
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)