الجزائر

رغم التهديدات الأمريكية والوعيد الإسرائيلي فلسطين الدولة 194 في منظمة الأمم المتحدة




قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مباشرة بعد حصول فلسطين على صفة الدولة غير العضو في الأمم المتحدة إن العالم شهد في هذا اليوم المشهود "شهادة ميلاد" دولة فلسطين، التي استقبلها الفلسطينيون بابتهاج وفرحة لا توصف.
وقال عباس في حفل استقبال بعد عملية التصويت إن "يوم الخميس يبقى يوما تاريخيا رغم أن الطريق مازال طويلا وشاقا إلى غاية تحقيق الاستقلال"، الذي يبقى حلم الفلسطينيين، الذين يراودهم منذ أزيد من ستة عقود.
ونجح الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رهانه "التاريخي"، الذي منح لفلسطين خطوة أخرى على طريق الاعتراف بها دولة كاملة الحقوق في المنتظم الدولي تماما كما هو حال 193 دولة عضو.
وفتحت خطوة الاعتراف بالسلطة الفلسطينية كدولة مراقب غير عضو الطريق أمام الفلسطينيين لأن يعود لهم الاعتبار وأن يتم التعامل معهم بصفة دولة لها كلمتها ولها الحق في الاستفادة من منافع المنظمة الأممية على مستوى وكالاتها المختلفة.
ولم يجد الرئيس محمود عباس مباشرة بعد تصويت أغلبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة سوى التأكيد أن ذلك يعد انتصارا للسلام والحرية والشرعية الدولية.
يذكر أن الطلب الفلسطيني حظي في النهاية بتأييد 138 دولة واعترض تسعة دول من بينها الولايات المتحدة، إسرائيل، كندا، جمهورية التشيك، جزر مارشال، ميكرونيزيا، ناورو وبالاو بينما امتنعت عن التصويت عليه 41 دولة وبذلك تصبح فلسطين الدولة رقم 194 بالهيئة الأممية.
وشكر الرئيس عباس مبتهجا بنصره الدبلوماسي وقال "أشكر الشعب الفلسطيني وأقدم له التهنئة بهذا الإنجاز، كما أشكر شعوب الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم، الذين صوتوا لصالح فلسطين".
ووعد الرئيس الفلسطيني "باستمرار الكفاح الوطني حتى رفع علم فلسطين على مساجد وكنائس القدس الشريف" في إشارة إلى إعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، تعليقا على القرار التاريخي بعد التصويت، إن "قواعد اللعبة تغيرت وفلسطين أصبحت معترفا بها من الأمم المتحدة ووضعت على خارطة الجغرافيا وبين الدول والشعوب".
يذكر أن رئيس السلطة الفلسطينية اعتلى في ساعة متأخرة من أول أمس منبر الأمم المتحدة وسط تصفيقات حارة، قبل أن يؤكد أنه "منذ النكبة في 1948 والشعب الفلسطيني ينظر إلى الأمم المتحدة بأمل وقد جئنا إلى هذا المحفل الدولي الرفيع ليس لنزع الشرعية لدولة أقيمت منذ عدة سنوات وهي إسرائيل، إنما لنؤكد شرعية دولة يجب أن تحقق استقلالها وهي فلسطين"، مضيفا أنه خلال الأشهر الماضية "سمعنا تهديدات إسرائيلية متواصلة" بشأن طموح فلسطين "السلمي والسياسي والدبلوماسي" من أجل الحصول على صفة دولة مراقب غير عضو ليؤكد بلهجة فيها الكثير من الإصرار أن "الوقت قد حان للقول كفى للعدوان والاستيطان والاحتلال، إنه وقت العمل ولحظة التقدم إلى الأمام" .
ونفى الادعاءات الإسرائيلية والأمريكية بأن الخطوة الفلسطينية هي تقويض لعملية السلام وقال إنه عكس ذلك لا ينوي تعقيد مسار السلام أكثر بقدر ما هي محاولة أخيرة "جدية" من أجل إقرار مبدأ السلام، وأكد أن "العالم اتخذ اليوم قرارا هاما في مسيرة تصحيح الظلم التاريخي غير المسبوق الذي ألحق بالشعب الفلسطيني منذ النكبة عام 1948".
ويمكن القول إن الصفة الجديدة التي تمنح للفلسطينيين الحق في الانضمام إلى مختلف المنظمات الأممية والاتفاقيات الدولية تعد نصرا دبلوماسيا تاريخيا رغم الوعيد الذي لم تستطع لا هيلاري كلينتون ولا سوزان رايس ولا المسؤولون الإسرائيليون كتمه في صدورهم واعتبروا ذلك قتلا لمسار السلام.
ولم يفوت الرئيس الفلسطيني مناسبة وقوفه أمام أعضاء الجمعية العامة الأممية إلى قول نقيض ذلك وأكد أن هذا التصويت يعتبر "آخر فرصة لإنقاذ مبدأ حل الدولتين"، وقال إنما أقدم على هذه الخطوة من أجل "إنعاش المفاوضات التي ماتت إكلنيكيا".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)