باحثون جزائريون فريسة لمجلات أجنبية وهمية فضيحة جديدة تهزّ الجامعة

نقابة أساتذة التعليم العالي المتضامنين تدشن الدخول المقبل بتجمّع أمام الوزارة
تعيش الجامعة على وقع فضيحة تترجم سوء التسيير الخطير الذي يميز القطاع منذ سنوات، حيث تحول الأساتذة إلى فريسة لمجلات وهمية من دول آسياوية، تقوم بنشر أبحاثهم العلمية مقابل مبلغ مالي قد يصل إلى ألف دولار، وهو حل اهتدى إليه الباحثون وطلبة الدكتوراه، بعد أن ألزمتهم الوصاية بنشر إصداراتهم كشرط للتوظيف والترقية.
حذّرت نقابة أساتذة التعليم العالي المتضامنين من تدهور خطير للوضع في الجامعة، خاصة بعد رحيل المسؤول الأول عنها، والشروع في تسييرها بالتفويض، حيث تسبب هذا الفراغ في تفاقم المشاكل على مستوى مختلف المعاهد والكليات.
وقال رئيس النقابة، قدور شويشة، في هذا الإطار، بأن الفراغ التي تعيشه وزارة التعليم العالي زاد من ''تعسف'' رؤساء وعمداء الجامعات، الذين حولوا، حسبه، المؤسسات الجامعية إلى ملكيات ومحميات عجز الوزير السابق عن ''اقتحامها'' لوقف مختلف ''التجاوزات'' المسجلة، ونتج عن ذلك فوضى عارمة وسوء تسيير، بلغ ذروته بالنظر إلى التوقيفات ''التعسفية''، وقرارات الفصل، والإحالة على مجلس التأديب التي يتعرض لها الأساتذة من مختلف الجامعات، وهو ما زاد من تأزيم الوضع الذي يهدد بالانفجار.
وللتحذير من هذا الوضع، شرعت النقابة في جمع توقيعات مهنيي القطاع على مستوى جميع معاهد وكليات الوطن، تنديدا ب''الخروقات'' التي تقوم بها الإدارة، حسب شويشة، حيث تطالب، من خلال العريضة، بالتعجيل في رفع الإجراءات العقابية والتأديبية المسلطة على عدد كبير من الأساتذة في مختلف الجامعات، دون تحرك مصالح الوزارة، رغم المراسلات العديدة الموجة إلى المسؤول الأول عن القطاع، لامتثال الأساتذة المعنيين أمام لجنة الطعن على مستوى الوزارة.
وقال محدثنا بأن التنظيم الذي يمثله قرر تأجيل اللقاء التقييمي الخاص بهذه العريضة إلى بداية الدخول الجامعي المقبل، باعتبار أن الأساتذة منشغلون حاليا بالتسجيلات الجامعية لحاملي البكالوريا الجدد، وكذا بالنظر إلى عدم تعيين خليفة للوزير حراوبية، لحد الآن.
وستطالب النقابة، يضيف شويشة، بجلسة عمل مع المسؤول الجديد الذي سيعين على رأس القطاع، خلال الدخول المقبل لمناقشة مختلف المشاكل والتجاوزات المسجلة على مستوى الجامعة عبر الوطن. ومن المزمع أن تدشن السنة الجامعية الجديدة بتجمع كبير أمام مقر الوزارة، في انتظار معرفة مدى تجاوب الوصاية مع انشغالات ومطالب الأسرة الجامعية.
من جهة أخرى، حذر ممثل النقابة من انفجار وشيك في القطاع، بسبب فضيحة لجوء الباحثين وطلبة الدكتوراه، إلى نشر أبحاثهم العلمية في مجلات وهمية انتشرت مؤخرا، من بلدان معظمها آسياوية، على غرار الهند، مقابل مبلغ مالي يتراوح بين 500 دولار وألف دولار، بعد أن فرضت عليهم وزارة التعليم العالي نشر هذه الأبحاث في مجلات علمية، وطنية أو أجنبية، كشرط للتوظيف أو الترقية.
وقال شويشة بأن وزارة التعليم مطالبة، اليوم، بالتدخل لوضع حد لهذه ''البزنسة''، من خلال فرض صرامة أكبر في قبول المجلات العلمية، خاصة الأجنبية، إضافة إلى ضرورة إلغاء التأهيل مادام يقف وراء هذه التجاوزات.