الجزائر

العلم للحق انعتاق والعلم للرزق نفاق إسلاميون مع وقف التنفيذ



العلم للحق انعتاق والعلم للرزق نفاق                                    إسلاميون مع وقف التنفيذ
لا أعزّ ولا أجمل ولا أقوى ولا أصحّ من تقبل الحقيقة التي ينشدها بنو آدم النزهاء، لأنها الصورة الناصعة البياض للحق الذي ينشدون إذ أزيل عنها غبش الرواسب الزمنية بعد طول أمد من خلال التنقية التي يمارسها ناشرو الحق وناشدوه لذاته وليس لمأرب آخر في كل الأزمنة، ولو خلت الدنيا من هؤلاء لتحول الحق باطلا والباطل حقا لتبطل بذلك الغاية السامية التي خلق الله من أجلها الكون، والذين تصدمهم الحقيقة وهي على هذه الحال ليسوا إلا العوام وأشباه العوام ممن يسمون أنفسهم علماء ودعاة، الذين شبّوا على التقليد وتربوا على الحس البليد، وهم عبيد ما ألفوه من أفكار وأشياء وأشخاص، حتى إذا فوجئوا على حين غرة لا سيما بالجرعة المرة ببطلان معتقدهم وضحالة أدلتهم أصابتهم صدمة الذهول أوالإنكار حسب الطبيب المعالج لهؤلاء العوام، مثلهم في ذلك كمثل طفل مجهول النسب تبناه رجل فشبّ في بيته حتى بلغ أشُدّه وهو لا يتقبل بكل سهولة من جاءه ليبرهن له بكل الأدلة المادية أن متبنيه ليس بأبيه، وإذا تقبل ذلك أصيب بالإحباط،، وقليل هم الذين يتقبلونها بكل فرح وسرور دون شعور بضيق في الصدور أوخدش في الضمير والشعور، لا سيما في ما يتعلق بحقائق الدين التي عليها معتمد معادهم، وإليها متوجه مقاصدهم، وعلى الطبيب المعالج أن يهيّء النفوس التي يعالجها لهذا الغرض الذي بعث الله من أجله الرسل ليقيموا على مقتضاه الحق في النفوس والدول، وإلا فإن الخطأ في العلاج وتقديمه دون مراعاة لكمية الجرعات وتهيئة الذات لتلك الجرعات ينتقل بأصحابه من الصدمة إلى الإنكار كون الحق لا يقبل ولا يجد القابلية في النفوس إلا من نافذتين هما:
1 - نافذة العقل الذي يكون هشّ البناء لدى العوام وهو الذي يصاب بالصدمة أمام الحقيقة المعاينة التي هي على خلاف ما يعتقده ويعقله ويتبناه.
2 - نافذة القلب التي هي الحصن الحصين والركن الأمين لما هو عليه من أفكار ومعتقدات، والصدمة القوية من الطبيب المعالج هي التي تؤدي به إلى غلق باب قلبه فيكون الطبيب في هذه الحال منفّرا للناس من الحق، وفتنة للذين آمنوا وكفروا على سواء.
ومن الغرائب أن يصير أئمة النار الذين ذكرهم الله في كتابه ”وجعلنا منهم أئمة يدعون إلى النار” حَكما على الأئمة الذين صنعهم الله على عينه ليكونوا حملة أمانة علاج الناس وشفائهم من مختلف الأمراض والأعراض بعد أنبيائه، حيث قال فيهم ”وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون” فيقول فيهم إمام من أئمة النار في منهاج بدعته: لوكان لهؤلاء علم بعد الرسول لعُرفوا به، وهو من يبيح دم الملايين من المسلمين الشافعية الذين يجهرون بالنية أثناء الصلاة، فقال في فتاواه الكبرى الضالة التي يفضلها بعض دهمائه على كتاب الله، قال بالحرف الواحد وهو يرد على سائل سأله في الموضوع كما ورد في الطبعة الإلكترونية” السعودية فأجاب السائل:
”الحمد للّه، الجهر بلفظ النية ليس مشروعا عند أحد من علماء المسلمين، ولا فعله رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، ولا فعله أحد من خلفائه وأصحابه، وسلف الأمة وأئمتها، ومن ادعى أن ذلك دين اللّه، وأنه واجب، فإنه يجب تعريفه الشريعة، واستتابته من هذا القول، فإن أصر على ذلك قُتل”.
هذه هي فتوى ابن تيمية في الذي يجهر بالنية في الصلاة، وهو في الوقت نفسه يفتح أبواب الجنة على مصاريعها ليزيد بن أبي سفيان وغيرهما من حكام الردة والطغيان، ناهيك عن تكفير الأشاعرة والماتريدية والمعتزلة وكل الفرق الأخرى، وعندما أجاب الشيخ الكبيسي وهو عالم سني عراقي كبير مؤخرا أحد سائليه عن معاوية بأن كل مصائب المسلمين أتتنا من معاوية انبرى له الجهلة في أثواب العلماء فكفروه وقال مفتي السعودية كما هو مسجل في اليوتيب: لا يطعن في معاوية وكذا ابنه أمير المؤمنين يزيد إلا منافق معلوم النفاق؟
إن خواص الناس والذين حشروا أنفسهم في قائمة الخواص ليس من حقهم أن يُصابوا بالصدمة أمام الحقيقة المعروضة عليهم سواء بطريقة لبقة أوبطريقة أئمة النار لأن الحق بالنسبة للعالم هو حق سواء قدموه له على طبق من ذهب أوقدموه له ملطخا بالأقذار، ففي الحال الأولى عليه أن يشكر حامله إليه، وفي الحال الثانية عليه أن يصبر عليه ليحق قول الله في الأئمة فيه ”يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون” مع تنقية صورة الحق المقدم له من كل الصور التي تسيء إليه، والعالم يقدم الحقيقة عن الله وعن رسول الله غير المناقضة لأعظم الحقائق التي جاء بها رسول الله وهو القرآن ... يقدمها على كل الحقائق ويجعلها فوق المشايخ والعلماء.
أي عاقل يصدق حديث أبي هريرة-مثلا- في صحيح مسلم عن أن الله خلق السماوات والأرض في سبعة أيام وهو حديث مناقض لصريح القرآن الذي يقول: ”الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام”؟ ومثل الحقائق ”الكاذبة” التي تقول إن الأنبياء يوم القيامة يصيبهم الذعر والخوف ويقول كل واحد منهم نفسي نفسي ومنهم من يشهد على نفسه بالذنب مع العلم أن هذه الحقائق ”الكاذبة ” تناقض القرآن الذي يقول ”إني لا يخاف لدي المرسلون” ويقول عن كل المؤمنين ”إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون”، فضلا عن أن الأنبياء معصومون من الخطايا بنص القرآن الكريم وما ينتابنا من ظاهره أنه من الخطايا في حقهم ينبغي أن يُحمل على المجاز..
يتبع
بقلم: الصادق سلايمية
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)