الجزائر

الحرارة في ''الأربعينات'' تحت الظل.. إنقطاع الكهرباء بتندوف حوّلها إلى ''طابق ثالث لجهنم''


إتصلنا بالزميل عبد الله الهامل المقيم بتندوف، وسألناه عن الوضع هناك فأجاب: ''تندوف هي الطابق الثالث لجهنم''... حقيقة، الهامل لم يكن بتندوف حينما هاتفناه، وجدناه قد هرب إلى مستغانم، طابق أقل حرارة من تندوف!
كان علينا البحث عن صديق متواجد هناك، وتمكنا من الوصول إليه هاتفيا بعد جهد عسير، الحرارة تقضي على أية إمكانية للصحو المبكر، هناك استعداد فطري للنوم في الحرارة المرتفعة، وهكذا صحا صديقنا على الساعة الثانية زوالا، مرهقا بعد ليلة شديدة الحرارة، سألناه عن حالة الطقس فأجاب: ''جيد، الجو غائم نوعا ما، والحرارة تشير إلى 43 درجة تحت الظل''. رقم نعتبره فوق القياسي في الشمال.
في تندوف، لا شيء يشجع على الاستيقاظ، يقول صديقنا: ''الكهرباء يتم قطعها في بعض المناطق أحيانا، لفترة تمتد من منتصف النهار إلى الثامنة مساء، ومرات تنقطع ليوم كامل. الحرارة لا تطاق، وأجهزة التكييف هي الحل الوحيد لمواجهتها، ولا مكيف دون كهرباء''. صديقنا هذا يقيم في الحي نفسه الذي يقيم فيه والي تندوف، لهذا يعتبر نفسه محظوظا كون الكهرباء لا تنقطع في حيه، أو حي الوالي.
وعند سؤالنا للشاهد على معاناة أهل تندوف، عن أحوال أصحاب الأمراض المزمنة، قال صديقنا ''إنهم يعانون معاناة كبيرة، خاصة حينما يصبح الجو خانقا، أو في حالة الرياح الرملية، لدينا ثلاثة مستشفيات فقط، لعاصمة الولاية، والقرى المجاورة، وللبدو الرحل كذلك''.
وعن الإجراءات التي اتخذها السكان بشأن الانقطاعات المتكررة في التزويد بالكهرباء، يقول محدثنا: ''لقد تقدمنا بشكاوى متكررة للمصالح المعنية، لكن دون جدوى، وبالتالي هناك من قرر الاحتجاج، بعض السكان قاموا بغلق مدخل تندوف، إلى غاية حضور وفد من الولاية، تعهد بحل المشكل، وهو الأمر الذي لم يحدث لحد الآن. انقطاع الكهرباء لا يحرمنا فقط من استعمال التجهيزات الضرورية كالتكييف والثلاجة، بل يشكل خطرا على الصحة، كون حفظ المنتوجات الغذائية خاصة سريعة التلف يكون في أجهزة التبريد، وعند انقطاع الكهرباء تفسد، الأمر الذي يؤدي في حالة استهلاكها إلى تسممات غذائية. التجار يعانون من تلف سلعهم، ونحن نعاني من فسادها وندرتها''.
ويبدو أن أضرار انقطاع الكهرباء لا تتوقف عند هذا الحد، فحسب محدثنا فإن العديد من المستثمرين ولوا أدبارهم، بعد ما لاقوه من صعوبات في العمل هناك، حيث تعرّضت تجهيزاتهم للأعطاب، بسبب الانقطاعات المتكررة للكهرباء، وعودتها بتوتر أكبر من استطاعتها، ولم يتم تعويض خسائرهم المتكررة، الأمر الذي فوت الفرصة -حسب محدثنا- على المنطقة لتحقيق قفزة تنموية، وضيع على شبابها الكثير من فرص التشغيل.
وفيما يفصلنا عن رمضان أيام قليلة، لا تزال المنطقة تنتظر حلا عاجلا وجذريا، يخفف عنها درجات الحرارة الكبيرة، التي تعطل سير الحياة فيها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)