الجزائر

التعاون الجزائري التونسي يكبح نشاط "القاعدة" في المنطقة



التعاون الجزائري التونسي يكبح نشاط
سهلت مجموعة من العوامل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي على توسيع مجال ضرباتها من شمال القارة الإفريقية نحو ساحلها، لتصل في المرحلة الراهنة إلى منطقة غرب إفريقيا وخليج غينيا.وتمحورت تلك العوامل في قراءة تحليلية ل "دجيبي دياكاتيه" المختص في تطوّر الصراعات في منطقة الساحل ومحاضر بجامعة الشيخ أتا ديوب بالعاصمة السنيغالية داكار، في وجود تركيبات قبلية مهمّشة، إنتشار أشكال متعدّدة من الأنشطة المحظورة، هشاشة آليات الدفاع للأنماط الجديدة المعتمدة، كما تم تغيير المناطق المستهدفة من التنظيم الذي نشأ عن التنظيم الإرهابي المعروف ب "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، وفي 2006، أعلنت الجماعة السلفية انضمامها إلى التنظيم الإرهابي "القاعدة" الذي كان يقوده أسامة بن لادن، قبل أن تغيّر رسميا اسمها، في السنة الموالية، إلى "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".هذا ويتربص التنظيم الإرهابي في المناطق الجنوبية من الجزائر غير أنه وبمرور الزمن فقد التنظيم الكثير من قواه في شمال إفريقيا، حيث لم تخلّف عمليات إرهابية أي ضحايا أو أي صدى إعلامي يذكر، ما دفع بالتنظيم إلى توسيع مجال ضرباته نحو ساحل القارة السمراء ومناطقها الغربية وفي المجموع، فإنّ 6 أسباب حفّزت التنظيم على "غزو" غرب إفريقيا، في قراءة تحليلية ل "دجيبي دياكاتيه"، المختص في تطوّر الصراعات في منطقة الساحل، وهو أيضا محاضر بجامعة الشيخ أتا ديوب بالعاصمة السنيغالية داكار.في السياق ذاته ذكر دياكاتيه في حديث ل"الأناضول"، أنّ تراجع "القاعدة في المغرب الإسلامي في معقلها المفترض يعود في المقام الأول إلى تحسّن الأوضاع الأمنية"، إضافة إلى "دعم أكثر فعالية ونجاعة تبديه الحكومتان الجزائرية والتونسية حيال سكان بلديهما الغارقين سابقا في الإحباط والتهميش".كما قال المختص في صراعات منطقة الساحل الإفريقي أنه "يلقى تأييدا في الحصيلة الهزيلة للهجوم الأخير الذي شنّه التنظيم الإرهابي ضدّ دورية للدرك التونسي في منطقة بوشبكة الحدودية مع الجزائر.. فهذا الهجوم الذي قادته عناصر تابعة لمجموعة عقبة بن نافع، الفرع التونسي لتنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي" لم يوقع سوى إصابتين اثنتين في صفوف دورية الدرك التونسية".وفي الشهر نفسه، قضى لقمان أبو صخر زعيم الفرع التونسي للتنظيم، في هجوم قاده الجيش التونسي على الحدود مع الجزائر، بحسب رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد.هذا وربط دياكاتي تغيير استراتيجية التنظيم نحو الساحل الإفريقي، "بوجود ثغرات أمنية ناجمة عن عجز أنظمة بلدان المنطقة عن تأمين مساحات شاسعة تغطيها عدة بلدان هي السنيغال، موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر ونيجيريا وتشاد والسودان والرأس الأخضر، وتهيمن عليها تركيبات قبلية مختلفة"، وتعقيبا على الجزئية الأخيرة، والتي تعتبر أحد العوامل التي دفعت بالتنظيم إلى تغيير استراتيجيته، رأى دياكاتي أنه "تتمكن القاعدة في المغرب الإسلامي من تجنيد عناصرها بشكل أكثر يسرا في هذه المنطقة، فلسبب بسيط وهو حالة التهميش التي يعاني منها عدد كبير من سكانها". فالتركيبات القبلية المهمّشة، - حسب ذات المحلّل- "غالبا ما لا تشكّل موضوع اهتمام من قبل سلطات بلدانها، وهذا ما يجعل أفرادها فريسة سهلة، لاستقطابها من قبل المجموعة المسلّحة، بهدف سدّ الثغرات في الموارد البشرية، الناتجة عن ندرة المجندين شمال إفريقيا".عامل آخر لا يقل أهمية عن سابقيه - حسب دياكاتي-، ويهّم "الأنشطة التجارية المحظورة، والتي تتقاطع من خلالها مصالح الإرهابيين مع المهرّبين، ما يزيد في تعقيد مهمّة المراقبة من قبل السلطات القانونية، فمنطقة الساحل وغرب إفريقيا، أضحت تقريبا محور التهريب الدولي للمخدرات، وعلى رأسها الهيروين والكوكايين القادمين من أمريكا اللاتينية وأفغانستان". وبالنسبة لدياكاتي، فإن "الهشاشة الأمنية بمنطقة غرب إفريقيا، تلعب أيضا دورا هاما في استقطاب المجموعات المسلحة، وليس أدل على ذلك من التجربة المريرة التي عاشتها كوت ديفوار في ال 13 من مارس الماضي، حين استهدفت إحدى منتجعاتها السياحية في مدينة غراند بسام غير البعيدة عن أبيدجان، بهجوم إرهابي أسفر عن سقوط 19 قتيلا"، هجوم اعتبر الخبير أنه يترجم وجود ثغرات أمنية، داعيا إلى ضرورة رأبها تفاديا لهجمات مماثلة.وأضاف المحلّل عاملا آخرا، وهو رغبة "القاعدة في المغرب الإسلامي في إيذاء فرنسا، من خلال استهداف مصالحها في القارة الإفريقية، في خطوة يرمي من خلالها التنظيم إلى معاقبة القوة الاستعمارية السابقة وحلفائها المشاركين في عمليات سرفال وبرخان العسكرية، والجارية حاليا في منطقة الساحل. وفي السياق، استشهد الخبير ببيان نشر غداة هجوم غراند بسام، والذي أشار من خلاله التنظيم إلى أنّ الهجوم كان ردّا على العمليات الفرنسية في منطقة الساحل.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)