الجزائر

الإرتفاع القياسي للحرارة يسقط المصابين بالأمراض المزمنة والأطفال والحوامل.. الحرارة ''تخنق'' مستشفيات الجزائر



الإرتفاع القياسي للحرارة يسقط المصابين بالأمراض المزمنة والأطفال والحوامل.. الحرارة ''تخنق'' مستشفيات الجزائر
لم تمر أيام الحر الشديد التي تشهدها الجزائر بداية من الأسبوع الماضي، وإلى غاية اليوم، كما كشفت عنه مصالح الأرصاد الجوية، بردا وسلاما على المواطن الجزائري، فبالرغم من كل التحذيرات التي يكررها في كل مرة الأطباء والمختصون من خطر التعرّض لأشعة الشمس خاصة أوقات الذروة بالنسبة للمصابين بالأمراض المزمنة وكبار السن وحتى الأطفال الصغار والنساء الحوامل، إلا أن المستشفيات لا تغص سوى بهذه الفئات، في حين أن أغلبهم تم إسعافهم على مستوى الأسواق الشعبية والطرقات العمومية.
لم تختلف الأوضاع بين كبريات مستشفيات العاصمة، حيث تشهد يوميا توافد عشرات المصابين بضربات الشمس، وباختلاف الأمراض تختلف الأعراض وتأثيراتها على المصابين من الأمراض المزمنة الذين يواجهون معاناة ما بعدها معاناة (المرض وضربة الشمس).
ففي الزيارة التي قادتنا لمستشفى مايو بباب الوادي، وقفنا على عديد الحالات التي تم إسعافها من طرف طواقم الأطباء، ولأول مرة ومنذ سنوات لم نقف على تنظيم محكم وتكفل جيد بالمرضى والمصابين حتى أن المرضى فهموا واستوعبوا النظام الجديد المفروض على مستوى المستشفيات باتباع كل مريض دوره والقسم الذي سيعالج به، مثل ما هو الحال بالنسبة لأحد الشباب الذي التقيناه في مستشفى مايو، حيث روى لنا تفاصيل إصابته بضربة شمس وتعرّضه لحساسية استولت على كامل جسده لم يفهم مصدرها وإن تعددت شككوه. ونحن واقفون نتبادل أطراف الحديث بمصلحة الاستعجالات للمستشفى حتى توقفت أمامنا سيارة إسعاف تابعة للحماية المدنية تحمل على متنها عجوز قيل لنا إنها أسعفت من أحد الأسواق الشعبية المتواجدة بباب الوادي بعد أن تعرّضت لضربة شمس. وحسب المسعفين الذين لم يتمكنوا من التحدث إليها، فرجحوا أن تكون مصابة بداء مزمن ساهم في حدوث مضاعفات أسقطتها أرضا وغابت جراءها عن الوعي، مؤكدا في الوقت ذاته أن الكثير من المصابين بالأمراض المزمنة يعون جيدا خطورة تعرّضهم ومشيهم في الشمس، غير أنهم يخاطرون بتجاهل الخطر المحدق بحالتهم الصحية.
تركنا المسعفين وأطباء مستشفى مايو يواصلون عملهم وتوجهنا نحو مستشفى بارني للاطلاع على الأوضاع، تزامنا مع الإرتفاع القياسي لدرجات الحرارة وبحكم التخصص في هذا المستشفى كان سهلا أن نتتبع حالات الإصابة بضربة شمس حسب نوعية الداء المزمن الذي يعاني منه المريض، وكبداية دخلنا مصلحة استعجالات أمراض القلب حيث وقفنا على حالة شيخ تم إدخاله مصلحة الاستعجالات بسرعة فائقة، وكان ظاهرا أنه يعاني من مضاعفات خطيرة عجلت بإسعافه لتلقي الفحوصات والعلاجات اللازمة، وحسب أقاربه فإن الحرارة المرتفعة هذه الأيام ساهمت في تدهور حالته الصحية وارتفاع ضغطه الدموي.
حتى الأطفال لم يسلموا من ضربات الشمس والارتفاع القياسي في درجات الحرارة، فمجرد وصولنا إلى مصلحة استعجالات الطب وجراحة الأطفال حتى وجدنا صبيا يبلغ من العمر 4 سنوات في حالة يرثى لها، وحسب والده فإن الحرارة المرتفعة والاستغلال اللاعقلاني لمكيف الهواء ساهم في تردي حالة الصبي الذي يعاني من داء التهاب المفاصل، حيث ارتفعت حرارة جسده إلى 42 درجة، وقال إنه في انتظار دوره لتلقي العلاج اللازم، مبديا تخوفه على وضعية ابنه.
خرجنا من مستشفى بارني وقبله مستشفى مايو بصور أقل ما يقال عنها إنها مأساوية وتروي معاناة حقيقية للمصابين بالأمراض المزمنة، حيث تتجلى مضاعفاتهم تحت تأثير أي عامل خارجي أوله حرارة الطقس التي يراها الأطباء الخطر المباشر لهم، وحتى بالنسبة للأصحاء من انعكاسات جانبية كتصلب الشرايين وارتفاع الضغط الدموي والتهابات جلدية ونوبات قلبية.. وغيرها.
آخر مستشفى قمنا بزيارته كان مصطفى باشا، حيث يعد أكبر المستشفيات الجامعية سواء على مستوى العاصمة وحتى القطر الوطني، وبمجرد دخولنا مصلحة الاستعجالات صادفنا عشرات المرضى المتواجدين هنا وهناك اختلفت أمراضهم، لكن غالبيتهم -حسب أحد الممرضين- من المصابين بضربات الشمس التي تأخذ حيزا هاما من الإسعافات الأولية بشكل يومي وروتيني، وأرجع ذلك إلى تواجد المستشفى في قلب العاصمة، إضافة إلى قربه من مختلف الإدارات العمومية وخاصة الأسواق الشعبية التي تحاصره من كل جهة، ما يجعله قِبلة المصابين بضربات شمس الذين يتم إسعافهم من قبل المواطنين أو سيارات الإسعاف، فيما أكد أن غالبية المسعفين من المصابين بالأمراض المزمنة والأطفال وكبار السن والحوامل.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)