اعتقال 23 متظاهرا وجرح 24 شرطيا ببسكرة تداعيات احتجاجات الكهرباء

أسفرت الاحتجاجات العارمة التي قام بها العشرات من سكان مدينتي بسكرة والقنطرة، تعبيرا عن غضبهم من الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي إلى إصابة 24 من عناصر الشرطة بجروح خفيفة، فيما تم توقيف نحو 23 شخصا بينهم أربعة قصر، تم إنجاز ملفات جزائية وتقديمها للعدالة للفصل في أمرهم خلال الأسبوع الجاري.
في سياق ذلك، عاشت مدينة القنطرة على مدار يومين كاملين حركة احتجاجية واسعة انتفض خلالها سكان المدينة ضد انقطاعات الماء والكهرباء بقطع الطريق الوطني رقم 03 عند الفج المؤدي إلى ولاية باتنة، وتحولت الاحتجاجات إلى مشادات عنيفة بين عناصر الأمن والمحتجين الذين أبدوا غضبهم الكبير من ضعف خدمات مؤسسة سونلغاز تزامنا مع موجة الحر الشديدة.
واشتكى المحتجون من انقطاعات الكهرباء وضعفها خلال أوقات الذروة، مما جعلهم يخرجون للشارع ويغلقون الطريق بالحجارة والمتاريس وإحراق العجلات المطاطية، ليتطور غضب المحتجين إلى الاعتداء على الممتلكات العمومية التي تعرضت للرشق ومحاولات اقتحام، مما دفع بعناصر الأمن إلى استعمال القنابل المسيلة للدموع التي اشتكى سكان وسط المدينة من مفعولها، وتسببت في حالات اختناق للعديد من المرضى وكبار السن، كما اضطر أصحاب المركبات إلى اتخاذ طرق مجاورة متحملين مشقة قطع عشرات الكيلومترات الإضافية، فضلا على سلك محاور صعبة عبر منطقة عين زعطوط الجبلية.
وكانت الاحتجاجات العنيفة التي سجلت بالقرب من مفترق الطرق الجنوبي المؤدي إلى مدينتي تقرت والوادي، تطورت فيها الحركة الاحتجاجية من غلق للطريق وإضرام النيران في أطر العجلات المطاطية التي شلت خلالها حركة المرور بشكل كامل إلى محاولة اقتحام ممتلكات عمومية، الأمر الذي استدعى تدخل قوات مكافحة الشغب لتفريق المحتجين باستعمال القنابل المسيلة للدموع، مما تسبب في صدامات عنيفة استعمل خلالها المحتجون الحجارة، وتحولت الشوراع إلى ميادين كر وفر امتدت لساعات متأخرة من الليل، انتهت على إثرها الحركة الاحتجاجية بتواجد مكثف لعناصر الأمن قرب مقر مجلس القضاء تفاديا لتطورات محتملة.
من جانب آخر، أحصت المصالح الاستشفائية ببسكرة استقبال 15 حالة وفاة في أقل من أسبوع أغلبها بسبب الحر الشديد الذي تجاوزت درجة حرارته حدود ال 50 درجة، حيث اكتظت مصلحة حفظ الجثث بمستشفى بشير بن ناصر بجثث الموتى، وأفاد المصدر أن أغلب الضحايا من المسنين والمرضى المزمنين الذين تعرضوا لنوبات مختلفة أدت إلى وفاتهم، وكان آخر الضحايا تاجر عثر عليه جثة هامدة داخل محله بوسط المدينة بعد أن تفطن أحد جيرانه لغيابه، مما دفعه لاقتحام المحل وإخطار عناصر الحماية المدنية التي تنقلت لعين المكان وقامت بإجلاء جثة التاجر في انتظار تقديمه للطبيب الشرعي وتشريح جثته لمعرفة أسباب الوفاة.