الجزائر

اشتباكات بين المحتجين ومصالح الأمن بالوادي إنقطاعات الكهرباء وندرة الخبز والمازوت تشعل الإحتجاجات الشعبية



اشتباكات بين المحتجين ومصالح الأمن بالوادي                                    إنقطاعات الكهرباء وندرة الخبز والمازوت تشعل الإحتجاجات الشعبية
تعيش جميع بلديات وقرى ولاية الوادي، حالة من الغليان والسخط الشعبي هذه الأيام بعدما تفاقمت مشاكلهم الاجتماعية بشكل غريب جدا وتحولت المنطقة في هذا الصيف الحار لأشبه بالولاية المنكوبة نتيجة افتقارها لكل مسببات الحياة، فالطرق مقطوعة، المخابز مغلقة، محطات الوقود معطلة والسكان منتفضون في الشوارع محتجين على الجحيم الذي يصارعوه يوميا.
وقد أدت الإنقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي إلى خلق موجة استياء عام لدى سكان الولاية بعدما تعطلت مصالحهم وتحولت بيوتهم ومنازلهم إلى حمامات طبيعية فالكهرباء تنقطع بشكل يومي كل قيلولة، أين تصل درجات الحرارة لدرجات قياسية تجاوزت 50 درجة مئوية، وأثر الوضع بشكل بارز على حياة السكان الذين لم يعد بمقدورهم تحمل الحرارة الملتهبة التي كوت جلود الأطفال الرضع وأرهقت المرضى الذين لم يتحملوا هذه الأزمة وسقط عدد من العجزة والمرضى مغميا عنهم وصرعوا بسبب هذا المشكل، وذكر ابن أحد المرضى ل”الفجر”، أن والده المريض طريح الفراش منذ مدة ويلزمه جهاز تصفية الكلى الذي يعمل بالكهرباء، مضيفا أنهم يحسون بنوع من التمييز والخزي كلما ينقطع الكهرباء أين يتوقف جهاز تصفية الكلى وتصبح صحة والدهم وحياته مربوطة ورهينة مصالح سونلغاز التي لم تجد حلا لأزمة انقطاعات الكهرباء عدا التبرير بأن المشكل خارج نطاقها ومربوط بوحدة الإنتاج في حاسي مسعود. يضاف إلى هذه المشكلة، صراع آخر تكابده العائلات التي لديها أطفال رضع يصرخون كل قيلولة كلما انقطع الكهرباء أين لا يجد أولياءهم من مكان يقصدوه، فإما تحمل العرق والحر بداخل الغرفة المغلقة أو الموت تحت أشعة الشمس الحارقة.
السكان وبعد استمرار هذه الأزمة لم يعد بمقدورهم تحملها مما دفعهم للخروج للشوارع والطرقات الرئيسية، أين قاموا بغلقها وإضرام النيران في العجلات المطاطية ووصل حد الإشتباك مع مصالح الأمن وحرق قسمة للآفلات مثلما حدث ببلدية الرباح جنوب مقر الولاية، كما عاشت بلديات البياضة، كونين، تغزوت والمقرن حالة احتقان شديد بسبب غلق الطرق الوطنية والولائية المارة بها حينما خرج المئات من المحتجين سخطا وغضبا على هذه الأزمة التي تظهر كل صائفة، ولعلّ الغريب في الأمر أن قطع الكهرباء يستمر لأكثر من ساعة كاملة ويتجدد كل ساعتين تقريبا مما تسبب في حرق عدة أجهزة إلكترونية، تضاف إلى توقف الحياة كليا في هذه المناطق فلا سيارات ولا حافلات والحركة مشلولة تماما، سيما وأن قطع الكهرباء تحول أصبح في الليل أيضا.
تخوف من استمرار الوضع في رمضان
كما أثر انقطاع الكهرباء بشكل كبير على عمل المخابز التي توقف بشكل لافت للانتباه، خلق أيضا أزمة كبيرة في الخبز الذي فقد في المحلات التجارية بعدما هرب العاملون في المخابز بجلودهم نتيجة الحرارة الملتهبة التي يعملون فيها وتعذر على الخبازين إيجاد يد عاملة شغيلة في مخابزهم تزامنت مع انقطاعات الكهرباء، وأضحت طوابير طويلة أمام المخابز المناوبة في حين لجأت شريحة واسعة من الأسر المحلية لاستعمال الخبز المصنوع في البيت وتحملت النسوة حرارة الموقد ولهيب الجو المشتعل في مظهر أشبه بالعصور الوسطى، كما تجلت مظاهر الأزمة بالولاية أيضا، في الشح الكبير للمواد الطاقوية خاصة المازوت والبنزين نتيجة وجود أزمة تموين حقيقية بها خلفت طوابير طويلة أمام محطات الوقود وتحمل أصحاب السيارات والشاحنات المكوث لساعات طوال ينتظرون تحت أشعة الشمس الحارقة الظفر بقطرات من المازوت أو البنزين لتشغيل مركباتهم.
وتتخوف عدد من الأوساط المحلية بولاية الوادي أن يتفاقم المشكل أكثر في الأيام القادمة، خاصة وأن شهر الصيام على الأبواب ولن يستطيع السكان الصبر كثيرا وتحمل انقطاع الكهرباء بسبب خلود غالبية السكان للراحة وقت القيلولة التي تعرف انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي، مما يجعل المنطقة على كف عفريت ومهددة باحتجاج شعبي عارم، قد يأتي على الأخضر واليابس، وهو ما دفع بعدد من العقلاء والبرلمانين لإطلاق مبادرة سترفع إلى رئيس الجمهورية تتضمن حسب ما نقل أصحابها “للفجر”، جملة من المقترحات العملية لحل الأزمة منها اعتماد العمل بنظام الدوام الواحد في مختلف المؤسسات الرسمية والخاصة بالعمل من الساعة السابعة صباحا إلى غاية منتصف النهار لاسترشاد استهلاك الطاقة الكهربائية، مع منح الولاية محطة توليد للطاقة الكهربائية تعمل بالطاقة الشمسية.
وناشدت فعاليات المجتمع المدني رئيس الجمهورية، التدخل العاجل لجعل ولاية الوادي، منطقة منكوبة تولى باهتمام، خاصة من خلال منحها برامج إستعجالية لإنقاذ الحياة البشرية بهذه الولاية الصحراوية التي تتجرع مرارة وجودها في أقصى الجنوب المشتعل كل صيف.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)