إدمان الأبناء على الكمبيوتر

بمجرد حلول فصل الصيف المتزامن مع عطلة الصيف تكثر اهتمامات الاطفال والشباب بمقاهي الانترنت بحثا عن مختلف الألعاب الإلكترونية، مبررين ذلك بتمضية وقت فراغهم ولهذا نجد الكثير من الأسر تعاني في فترة الإجازات الصيفية من زيادة تعلق أبنائها بأجهزة الحاسوب والأنترنت والألعاب الإلكترونية في ظل غياب البدائل المناسبة. لقد بات الكثير من الأطفال والشباب يتأثرون بصورة ملحوظة بما يصدره الإعلام الغربي إلينا من أفكار وفلسفات وسلوكيات وأخلاقيات لا تمت إلى مجتمعنا وثقافتنا بأي صلة، إذ تعد صناعة ألعاب الكمبيوتر من أصعب أنواع البرمجة والتي تحمل الكثير من العنف في طياتها، مما يجعل الأطفال يتقمصون شخصيات عنيفة وعليه أصبح الإدمان على هذه الألعاب مشكلة سلوكية خطيرة وكبيرة في حد ذاتها، إذ ذكرت دراسة حديثة أن ممارسة الأطفال لألعاب الفيديو التي تعتمد على العنف يمكن أن تزيد من الأفكار والسلوكيات العدوانية لديهم، وأشارت نفس الدراسة إلى أن هذه الأخيرة قد تكون أكثر ضرراً من أفلام العنف التلفزيونية أو السينمائية لأنها تتصف بصفة التفاعلية بينها وبين الطفل، وتتطلب من الأخير أن يتقمّص الشخصية العدوانية ليلعبها خاصة تلك الألعاب التي تعتمد على استراتيجيات حربية.من جهة أخرى، تحولت هذه الألعاب من جانب آثارها السلبية الأخرى إلى ملاذٍ من التوتّرات أو هروب من المشكلات الحقيقية التي قد تواجه الطفل في المدرسة أو في مكان آخر، إضافة إلى القلق والتوتر الشديدين اللذين يشعر بهما الطفل إذا منع من اللعب.
ويولد الإدمان على الألعاب الإلكترونية مشاكل جمة ومخاطر صحية تؤثر سلبا على صحة الطفل، كما تخلف عدة أمراض نفسية، إذ أكد الكثير من علماء النفس أن لعب الألعاب العنيفة لفترة طويلة يؤدي إلى انجذاب أطفال غير العدوانيين للأساليب العدوانية.
ولتقليل الأضرار الصحية للألعاب الإلكترونية وحماية الأطفال، ينصح العلماء بأن لا تفوق مدة اللعب ساعتين يوميا بشرط أخذ فترة راحة كل 15 دقيقة، وأن تكون المسافة بين الطفل وشاشة الكمبيوتر 70 سم على الأقل، كما يجب أن تكون الأدوات المستخدمة في اللعب مطابقة للمواصفات العلمية رت