الجزائر

أمينة ميكهلي توقع بوهران كتابها " تيارت ، الأحصنة و الأساطير" وتؤكد


أمينة ميكهلي توقع بوهران كتابها
قدمت عشية أول أمس الكاتبة والصحفية أمينة ميكهلي بمركز الوثائق الاقتصادية والاجتماعية و العلوم الإنسانية صوفيا بوهران محاضرة حول التعبير الفرنسي ضمن الحساسية الشعرية الجزائرية، حيث حاولت الأديبة تسليط الضوء على تجربتها الشعرية مبرزة شروط الكتابة باللغة الفرنسية التي اعتبرتها جزء من حواسها ككاتبة ،حيث قالت إنها تجد نفسها منفية في إطارها التعبيري، ولا تستطيع ترجمة تراثها ولهجتها الجزائرية بلغة الغير، رغم أن بعض الكتاب الجزائريين قدموا مصطلحات وترجموا أمثالا وكتبوها بالفرنسية، كما طرحت أمينة في محاضرتها القيمة العديد من الأسئلة التي أرقتها كشاعرة ومبدعة، أرادت من خلالها التحدث في الكثير من المرات عن الخطاب الشعري خارج المدرسة الفرنسية والإرث الاستعماري دون الخوض في الإرث الذي امتلكته كلغة الآخر.من جهة أخرى أشارت أمينة ميكهلي إلى بعض الكتاب الجزائريين أمثال مالك حداد صاحب المقولة الشهيرة " اللغة الفرنسية منفاي"، وهو الأديب الذي شعر بالعجز في حال تحدث باللغة الأم على حدّ تعبيرها ، فحدّاد –تضيف أمينة - عالم شعري متفرد، وكوكب يسير في فلك نادر، هو لم يكن مبدعا غزير الأعمال، لكن ما كتبه كان لبنة طيبة في عالم الشعر والرواية، وهي توافقه في رأيه بخصوص اللغة الفرنسية التي اعتبرتها هي الأخرى منفاها، كونها لا تستطيع تقديم التراث الجزائري بما يحمله من قصص شعبية وشعر ملحون بلغة موليار التي تعتمدها في كتاباتها النثرية ،السردية والشعرية، والتي تمثلها بعمق، فهي لا تتوقف عند استعمال اللغة المباشرة بل تذهب إلى أبعادها الأنثروبولوجية والسوسيولوجية ، وأن الكلمات تأتيها كقارب نجاة للقارئ، الذي يجد نفسه في عمق بئر لا يخرج منه إلا بمساعدة الشاعر نفسه، كما أبرزت أنها تقرأ الشعر البدوي أو الملحون لشعراء مثل ابن قيطون،سيدي الأخضر بن خلوف، سيدي السعيد المنداسي ،ابن مسايب ،التريكي ،ابن سهلة،مصطفى بن إبراهيم وغيرهم، مؤكدة أنها تحس بنبض الشعر ينتفض وكأن أوراق الكتاب تتحرك وتود الطيران، لم يكتبوا شعرا حسبها كي يتسلوا، بل كان يقومون بذلك كفعل بطولي، أي لتجاوز الذات التي تقف عند عتبات الوعي والثورة والعقلانية التي هدفها الأسمى هو الحكمة وهاجس التريث لبناء هندسة راقية لكنها ذات بعد زمني أي باقية تتحدى الاندثار،فالشعر عندهم ومضة تأتي في غفوة ناعمة وكأنهم يهربون من الكتابة الواعية إلى كتابة من نوع آخر، كتابة شاردة تعيد للزمن معناه من خلال التفاصيل التي قد لا يراها العابرون إلى الفرح،إلى التعبير عن الذات الإلهية و عن المرأة والتغني بجمالها ومحاسنها الأنثوية ..هؤلاء تركوا لديها الانطباع الجميل بأن الشعر قد يكون أغنية عذبة تتحول في لحظة إلى رصاصة قاتلة، لأن الشعر عنده مساحة ملغمة يستدرج من خلالها القارئ إلى عالم صوفي أو سريالي فيه من الطرب ما يرتضي ومن الحزن ما لا يبغي.وفي ذات السياق تحدثت أمينة ميكهلي عن كتابها " تيارت،الأحصنة والأساطير" الذي يضم 60 نصا شعريا وعددا من الصور الرائعة للخيول العربية بعاصمة الرستميين التي التقطها المصور ناصر، وفي هذا المؤلف الذي كتبت مقدمته مايسة باي وأصدرته المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار أبحرت أمينة بقصائدها الشعرية في عمق الأساطير الشعبية، وتغنت بالحصان ومكانته في المجتمعات العربية، ومدى تواجده في الشعر الجاهلي، وفي الأخير تم توقيع الكتاب قي فضاء البيع بالإهداء بحضور وجوه ثقافية وأدبية على غرار الأستاذة ليلي تنسي ، إبراهيم الحاج سليمان، حفيظة بلهواري وغيرهم .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)