الجزائر

أقرب إلى الحرب وأبعد عن التسوية..!


أقرب إلى الحرب وأبعد عن التسوية..!
المؤكد اليوم بعد التفجير الإنتحاري الذي استهدف مبنى الأمن القومي في دمشق وأدى إلى مقتل وزير الداخلية ووزير الدفاع ونائبه ومساعد نائب الأسد للشؤون العسكرية ومجموعة كبيرة من المسؤولين الأمنيين، أن سوريا باتت تشهد حربا أهلية غير معلنة بعد أن إمتد لهب النار التي تحرق بلاد الشام منذ مارس2011 إلى قلب العاصمة التي تحولت شوارعها منذ خمسة أيام إلى جبهات للاقتتال وللمعارك الشرسة بين القوات النظامية والجيش الحر، الذي يبدو جليا بأن الضربة التي تلقاها النظام أمس باختراق مبنى الأمن القومي المحصن وتفجيره بمن فيه من مسؤولين وقيادات سامية، ستمنحه دفعا قويا للمضي في قتاله الذي اقترب من «بيت» الأسد ووضعه في عين الإعصار وبين دائرة حبل تضيق من يوم لآخر.
الوضع السوري الذي إستحوذ على المشهد السياسي الدولي، منذ عام ونصف، أخذ في الأشهر والأسابيع الأخيرة منعطفات خطيرة حيث دخلت التفجيرات على الخط وأصبحت المجازر والمذابح، إجراما يوميا يحصد عشرات الأبرياء دون معرفة مرتكبيها، وتحولت المواجهة من عمليات محصورة في محافظات كانت دائما متمردة على العائلة الحاكمة في دمشق، إلى معارك ضارية يستعمل فيها النظام العتاد الحربي الثقيل وامتدت لتشمل كل بلاد الشام، وبالموازاة أخذت الإنشقاقات تتلاحق داخل مؤسسة العسكر ومعها تتزايد الضغوط الخارجية وتشتد خاصة من طرف بعض البلدان الغربية والعربية التي كرست إعلامها القوي ودبلماسيتها وأموالها لشن حملة مناوئة للأسد وداعمة لمعارضيه بشكل يثير الكثير من علامات الاستفهام؟
الضربة التي تلقاها الأسد أمس موجعة جدا وقوية بالشكل الذي يمكن أن تزلزل أركان ما تبقى من نظامه وجيشه الذي شهد مباشرة بعد التفجير حملة إنشقاقات واسعة، كما أنها تؤكد بشكل واضح أن الاختراق الأمني الذي سهل إغتيال الوزراء والمسؤولون المكلفون بمواجهة ما يسميه الأسد المجموعات الارهابية، يمكن أن يتكرر في القصر الرئاسي لتصبح حياة الرئيس نفسه في خطر... وفي خضم الأجواء التصعيدية التي تشهدها سوريا والنداءات التي تصدرها هذه الجهة والأخرى والداعية إلى الحسم العسكري لتنحية الرئيس بشار الأسد بالقوة بعد أن رفض التنازل عن منصبه طواعية، يبقى السؤال الملح هو إلى أين تتجه سوريا؟ هل إلي مزيد من العنف والإقتتال الذي يدفع ثمنه الشعب السوري؟ أم إلى قرار أممي يفوض الحلف الأطلسي كما فعل مع ليبيا بشن حملة عسكرية للتخلص من الأسد، أم أن هذا الأخير سيدرك حجم الحصار والضغط والخطر الذي يحيط به ليكون أكثر حكمة من الزعيم الليبي الراحل ويتفادى نهايته الدراماتيكية بقرار يتخذه للتنحي وفتح المجال لقيادة جديدة تنبثق عن إجماع وطني...
الجواب صعب وغير واضح، فسوريا اليوم توجد داخل نفق مظلم لا تبدو له نهاية خاصة مع تعارض مواقف القوى الكبرى وعدم توافقها حول مخرج ينهي الأزمة بشكل سلمي دون أن يغرق بلاد الشام في حمام من الدماء ويكون الشعب هو الخاسر الأكبر.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)