جائزة القصة القصيرة الجزائرية – مبادرة لتعزيز المواهب الأدبية

الجزائر، 8 أكتوبر 2025 – بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لتأسيسه وإطلاق صندوق "سود غلوبال"، يعلن مركز "أرتيسيمو" الإبداعي، بالشراكة مع "سود غلوبال"، عن إطلاق مسابقة أدبية وطنية سنوية للقصة القصيرة. هذه المبادرة، التي صُممت كمشروع مواطني وبنيوي، تهدف إلى إبراز الإبداع والمواهب الأدبية الناشئة في الجزائر، من خلال توفير فضاء للتعبير الحر والشامل للكتاب في البلاد.

تأسس مركز "أرتيسيمو" عام 2000 على يد زفيرة وارتسي، المحامية التي تحولت إلى رائدة أعمال ثقافية، ليصبح ركيزة أساسية في الصناعات الإبداعية الجزائرية. يقع المركز في قلب العاصمة، بشارع ديدوش مراد 28، ويتجاوز دوره التقليدي كمدرسة فنون ليصبح منظومة ديناميكية تدعم الفنانين، رواد الأعمال، والجمهور الشاب. على مدى 25 عامًا، دعم "أرتيسيمو" مئات الجهات الفاعلة في المشهد الثقافي من خلال تنظيم فعاليات متنوعة تشمل العروض، المعارض، المؤتمرات، والمهرجانات، إلى جانب برامج دعم للشركات والأفراد. ويأتي إطلاق صندوق "سود غلوبال"، وهو منصة مخصصة لدعم المشاريع الثقافية بين بلدان الجنوب، كجزء من هذه الرؤية الطموحة لتطوير الفنون والثقافة بشكل مستدام في الجزائر وخارجها.

تندرج هذه المسابقة الأدبية الجديدة ضمن هذا المسار. فهي مفتوحة لجميع الجزائريين، سواء المقيمين في الجزائر أو في الخارج، وتدعو المشاركين إلى تقديم قصص قصيرة أصلية بإحدى اللغات الرسمية الثلاث: العربية، الأمازيغية، أو الفرنسية. ويُترك اختيار الموضوع لحرية المؤلفين، مما يشجع على تنوع الأساليب والأصوات لتعكس الغنى المتعدد للمجتمع الجزائري. ويؤكد المنظمون أن "الكلمات تملك القوة لجمع الناس، رفع مستواهم، وإلهامهم"، مشددين على قناعة راسخة بقدرة الأدب على نسج الروابط وتغذية الخيال الجماعي.

سيحصل ثلاثة فائزين على جوائز، كل منها بقيمة 300,000 دينار جزائري، أي بإجمالي 900,000 دينار كجوائز. هذه الجوائز لا تقتصر على التقدير المالي فحسب، بل توفر رؤية ثمينة وفرصة انطلاق للمواهب الناشئة. تم تحديد الموعد النهائي لتقديم الأعمال يوم الجمعة 21 نوفمبر 2025، مما يمنح المرشحين شهرين لصقل أعمالهم. أما حفل توزيع الجوائز الرسمي فسيقام في 12 ديسمبر 2025، في مناسبة واعدة بأن تكون لحظة احتفالية ملهمة.

ستتولى لجنة تحكيم مرموقة، تضم كتابًا وأدباء وأديبات بارزين، مهمة اختيار الأعمال الثلاثة الأكثر إبداعًا وتأثيرًا. وعلى الرغم من أن أسماء أعضاء اللجنة لم تُعلن بعد، يمكن توقع خبرة متنوعة تعكس الجوانب المتعددة للأدب الجزائري المعاصر، من الشعر الملتزم إلى الروايات التأملية والاستكشافات الاجتماعية الجريئة.

تأتي هذه المبادرة في لحظة حاسمة للمشهد الأدبي الجزائري، الذي يشهد تجددًا بعد الجائحة وشوقًا متزايدًا للتعبير متعدد اللغات. من خلال التركيز على القصة القصيرة، وهي نوع أدبي موجز ومؤثر، تشجع المسابقة الكتابة السهلة والمباشرة، والمناسبة لجذب جمهور واسع. كما تتماشى مع أهداف صندوق "سود غلوبال"، الذي يطمح إلى تمويل مشاريع تعاونية بين المبدعين الجزائريين ونظرائهم من إفريقيا ومناطق أخرى في الجنوب. وتقول زفيرة وارتسي، مؤسسة "أرتيسيمو": "هذه الجائزة ليست مجرد احتفال بمرور 25 عامًا؛ بل هي التزام بالمستقبل، حيث يحق لكل صوت أن يُسمع لبناء جزائر أكثر إبداعًا وتكاتفًا."

سيتم الإعلان عن تفاصيل المشاركة قريبًا عبر الموقع الرسمي لـ"أرتيسيمو" (www.artissimo.dz) وصفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، بما في ذلك صفحة الفيسبوك "Artissimo Hub Créatif & Culturel" التي تضم أكثر من 31,000 متابع. يجب أن تكون المشاركات مجهولة وغير منشورة سابقًا، مع الالتزام بصيغة محددة (سيتم تأكيدها لاحقًا)، وبطول أقصى للقصص لضمان سهولة القراءة للجنة التحكيم.

في هذه الفترة من الاحتفالات الوطنية والتأمل في الهوية الجماعية، تبرز جائزة القصة القصيرة الجزائرية كمنارة للأدب في البلاد. إنها تذكّر بأن الأدب يبقى، عبر الحدود اللغوية أو الجغرافية، أداة قوية للصمود والابتكار. يدعو "أرتيسيمو" و"سود غلوبال" جميع عشاق الكلمة لاغتنام هذه الفرصة: سواء كانوا طلابًا، مغتربين، أو كتابًا متمرسين، فالدعوة مفتوحة. ستبدأ التسجيلات في الأيام القادمة – فرصة فريدة لتحويل الأفكار إلى قصص ستترك أثرًا في الأذهان.