الحياة البرية في غابة بارادو

غابة بارادو، المعروفة أيضًا باسم حديقة أولوف بالم، تقع في بلدية الهضاب بولاية الجزائر، وهي نظام بيئي غني بالتنوع الحيواني والطيور والحشرات. تمتد هذه الغابة على مساحة 14 هكتارًا وتضم مجموعة متنوعة من الأنواع الحيوانية، بعضها يعيش بحرية وبعضها الآخر في حظائر، بما في ذلك الطيور والثدييات والزواحف. فيما يلي نظرة عامة على الأنواع الرئيسية للثدييات الموجودة في هذه الغابة، مع تسليط الضوء على بيئتها وخصائصها.

الثدييات

القرد البربري (Macaca sylvanus)

القرد البربري، المعروف أيضًا باسم الماغوت، هو أحد الثدييات البارزة في غابة بارادو. وهو القرد الوحيد الذي يعيش في البرية في الجزائر، وهو متكيف بشكل كبير مع ظروف الأطلس التلي، شرق وجنوب الجزائر العاصمة. يتراوح لون فرائه من الأصفر المائل إلى البني إلى الأسود تقريبًا حسب الفصول والأفراد، وهي تكيفات مورفولوجية تمكنه من تحمل الشتاء القارس والصيف المعتدل في المنطقة. هذا القرد اجتماعي ويعيش في مجموعات، ويتغذى بشكل رئيسي على النباتات والحشرات والحيوانات الصغيرة.

القنفذ الجزائري (Atelerix algirus)

يوجد القنفذ الجزائري، المميز ببطنه الأبيض، في هذه الغابة الجزائرية، وهو نوع محمي في جميع أنحاء الجزائر. يتراوح وزنه بين 700 و950 غرامًا، ويتميز بلونه الباهت. يلعب هذا القنفذ دورًا مهمًا في النظام البيئي من خلال التغذية على الحشرات واللافقاريات الصغيرة، مما يساهم في التحكم في أعداد الحشرات.

الأرنب البري (Oryctolagus cuniculus)

الأرنب البري هو ثديي من رتبة الأرنبيات شائع في غابة بارادو، على الرغم من أن أعداده البرية في الجزائر في انخفاض. يعيش هذا الحيوان في جحور ويُعد فريسة مهمة للحيوانات المفترسة الطبيعية في المنطقة. وجوده يساهم في ديناميكية النظام البيئي للغابة.

الأرنب الرأسي (Lepus capensis)

يُلاحظ أيضًا الأرنب الرأسي في الغابة. هذا القارض، السريع والنشيط، يفضل الموائل المفتوحة وشبه المشجرة، مما يجعل غابة بارادو بيئة مثالية لتطوره.

الخنزير البري (Sus scrofa)

الخنزير البري هو نوع منتشر في غابة بارادو، قادر على استعمار معظم الموائل. بفضل أنيابه القوية، يقلب التربة الرطبة بحثًا عن اللافقاريات وجذور النباتات، مما يلعب دورًا رئيسيًا في تهوية التربة و Tania distribution. يتراوح عمر هذا الحيوان بين 8 و10 سنوات، وهو متكيف جيدًا مع التنوع البيئي في المنطقة.

أنواع أخرى

إلى جانب الثدييات، تضم غابة بارادو حظائر للطيور مثل الببغاوات والببغاوات الصغيرة والحجل، وكذلك للماعز والخيول. هذه الأنواع، رغم أنها ليست برية، تُثري التنوع البيولوجي للحديقة وتوفر تجربة تعليمية للزوار.

الأهمية البيئية

يُظهر التنوع الحيواني في غابة بارادو أهمية هذا المكان كملاذ للحياة البرية المحلية. تسعى جهود الحفاظ على البيئة، التي تديرها إدارة حفظ الغابات في الجزائر، إلى حماية هذه الأنواع، خاصة تلك المهددة بالانخفاض مثل الأرنب البري أو المحمية مثل القنفذ الجزائري. كما تلعب الحديقة دورًا تعليميًا وبيئيًا، حيث تساهم في توعية الجمهور بأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي في الجزائر.