الجزائر - Consommation

الكسكسي وجبتنا الأساسية وتحليتنا التين بتيزي وزو


الكسكسي وجبتنا الأساسية وتحليتنا التين بتيزي وزو
رجع بنا الشيخ سي حاج الطيب، من تيزي وزو، إلى سنوات شبابه، عندما كان الإعلان عن بداية شهر الصيام أو نهايته يتم بإشعال النار، على أن يكون ذلك انطلاقا من زاوية سيدي عبد الرحمان بإيلولة. آنذاك، كانت هذه الزاوية تملك ما يشبه حاليا لجنة الفتوى.
يحتفظ سي حاج الطيب بذكرى أول يوم صام فيه، حيث كان يملأ جيبه بحبات التين الذي كانت تعتبره العائلات القبائلية وقتئذ من الكماليات. يقول محدثـنا: ''كانت وجبة الإفطار تقتصر على الكسكسي بمرق الخضراوات الفصلية، متبوعا ببعض حبات التين، وهي الوجبة التي تعود يوميا ولا تتغير إلا في ليلة القدر''.
وفي هذه الليلة المباركة ـ يضيف ـ تستبدل كل العائلات القبائلية وجبة الإفطار لكن من دون تغيير كبير، حيث تضاعف الكمية والخضراوات فقط. ويتم في هذه الليلة نقل قصعات الكسكسي إلى المسجد ليكون الإفطار جماعيا بين كل رجال القرية.
وكان العرف السائد آنذاك ألا يأكل الرجل مما أتى به، حتى لا يعرف أي أحد هوية صاحب الطعام الذي أكل منه، تفاديا للمساس بمشاعر الفقراء، علما أن الوجبات تختلف من عائلة لأخرى حسب الإمكانيات.
ويروي الشيخ سي حاج كيف كان يشارك أفراد عائلته عملية الدرس والحصاد ويقاومون العطش في الحقول، حيث يروي أن وتيرة العمل في ذلك الوقت كانت تتم بصفة عادية، خصوصا أن بعض الأعمال الزراعية لا تقبل التأخير. أما عن العبادة في رمضان، فإن الناس كانوا إذا ما فرغوا من تناول الإفطار يتجهون نحو المساجد. وبعد صلاة التراويح، لا يغادرون المسجد إلا للضرورة القصوى، إذ يفتح المجال للذكر والتسبيح إلى ساعة متأخرة.
ويتحسر الشيخ سي حاج الطيب عن انحسار نكهة رمضان حاليا مقارنة مع الماضي، إذ يرى محدثـنا أن شهر الصيام طغى عليه اليوم الجانب المادي، إلى درجة أن المصلين صاروا يقصدون المساجد لصلاة التراويح وجيوبهم مليئة بالحلويات وقارورات الماء، وكأن الوقت الذي نخصصه حاليا لعبادة الله طويل جدا، فنأخذ منه قسطا للأكل فيه



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)