وهران - Collection préhistorique déposée au musée d’Oran appartenant à l’état	(Commune d'Oran, Wilaya d'Oran

المجموعة الأثرية الما قبل التاريخية في المتحف الوطني أحمد زبانة بوهران


المجموعة الأثرية الما قبل التاريخية في المتحف الوطني أحمد زبانة بوهران
يُعد المتحف الوطني أحمد زبانة، الواقع في مدينة وهران بالجزائر، أحد أبرز المعالم الثقافية في البلاد، حيث يحتضن مجموعة أثرية ما قبل تاريخية استثنائية تابعة للدولة. يخضع هذا المتحف، الذي كان يُعرف سابقًا باسم "متحف ديماغت" عند افتتاحه في عام 1935، لرعاية وزارة الثقافة منذ عام 1986، ويحافظ على مجموعة من القطع الأثرية التي تروي المراحل الأولى من تاريخ الإنسان في منطقة المغرب العربي.

ثروة أثرية فريدة
تضم القسم الخاص بالفترة ما قبل التاريخ في المتحف مجموعة من القطع التي تم العثور عليها خلال الحفريات في منطقة وهران وخارجها، وخاصة في مواقع بارزة مثل كهف عين الترك، وضواحي إكمول، وكذلك ترنيفين (باليكاو سابقًا). من بين القطع الرئيسية الأدوات الحجرية - مثل الفؤوس المصقولة، ورؤوس السهام، والصوان المشكل - التي تشهد على مهارات الشعوب ما قبل التاريخية. تعود هذه القطع الأثرية بشكل رئيسي إلى عصر الحجر المصقول والمقطوع، وتوضح تطور تقنيات الصيد والقطع ومعالجة المواد.

تشمل المجموعة أيضًا حفريات من العصر الرباعي، تقدم لمحة رائعة عن الحياة البرية التي كانت تسكن المنطقة قديمًا. يتم عرض بقايا أنواع منقرضة اليوم، مثل الفيل الأطلسي (Elephas atlanticus)، والحصان الموريتاني (Equus mauritanicus)، إلى جانب الظباء، ووحيد القرن، وأفراس النهر. تتيح هذه الاكتشافات للزوار فهم الظروف البيئية والنظم الإيكولوجية التي كانت سائدة قبل عشرات الآلاف من السنين.

مهمة حفظ وطنية
تُعد هذه المجموعة ملكًا للدولة الجزائرية، وقد تشكلت بفضل حملات التنقيب الأثرية، والتبرعات، والاشتراكات العامة. إنها تعكس التزام الجزائر بالحفاظ على تراثها ما قبل التاريخي، وهو إرث يتجاوز الحدود المحلية ليندرج ضمن تاريخ الإنسانية الأوسع. وقد أُعيد تسمية المتحف تكريمًا لأحمد زبانة، أحد أبطال النضال من أجل الاستقلال، مما يجسد رغبة في ربط الماضي البعيد بالهوية الوطنية الحديثة.

رحلة عبر الزمن
رغم أن القسم الخاص بما قبل التاريخ قد يكون متواضعًا مقارنة بأقسام أخرى في المتحف (مثل الإثنوغرافيا أو الفنون الجميلة)، إلا أنه مُرتب بعناية لجذب الزوار. تروي القطع المعروضة قصة صامتة: قصة السكان الأوائل في المنطقة، وأدواتهم البسيطة لكن المبتكرة، وتكيفهم مع بيئة متغيرة باستمرار. غالبًا ما تُرفق القطع بلوحات توضيحية وإعادة تصميم، مما يسهل الانغماس في هذا الماضي البعيد.

كنز يستحق التثمين
بينما يظل المتحف الوطني أحمد زبانة مرجعًا للباحثين وعشاق التاريخ، فإن مجموعته ما قبل التاريخية تستحق مزيدًا من الظهور. يمكن تعزيز جهود الحفاظ عليها وإبرازها من خلال معارض مؤقتة أو تعاون دولي، لإشعاع هذا التراث الفريد. وفي الوقت الحالي، تظل شاهدًا ثمينًا على الثروة الأثرية للجزائر، متاحًا لكل من يعبر أبواب هذا المتحف الوهراني.

في الختام، المجموعة الأثرية الما قبل التاريخية في المتحف الوطني أحمد زبانة هي أكثر من مجرد مجموعة قطع: إنها نافذة مفتوحة على أصول الإنسانية في هذا الجزء من العالم، تُحفظ بعناية من قبل الدولة للأجيال القادمة.

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)