ورقلة - Hassi Messaoud

مخلفات آبار النفط وراء الكارثة شركات بترولية متهمة بتسميم "عشرات النوق" بحاسي مسعود




مخلفات آبار النفط وراء الكارثة شركات بترولية متهمة بتسميم
ما يحدث اليوم في صحراء ورڤلة وحاسي مسعود كارثة حقيقية، ونزيفا حادا في ثروة الإبل وتهديدا حقيقيا بنفوقها، حيث تموت العشرات منها بشكل شبه يومي أمام مرآى الجهات المعنية في مشاهد مأساوية بفعل مواد سامة منها مياه ملوثة، كما حدث مع 10 نوق منذ أيام، عقب شربها مياها سامة بالقرب من إحدى الآبار البترولية التابعة لشركة سوناطراك، إذ وجدت الجثث العشر حوالي 05 كلم عن بئر رعوي قرب حاسي أولاد صالح 40 كلم عن عاصمة الذهب الأسود.

أوضح "براهيم بن منصور" مالك النوق المذكورة أن سبب نفوقها يعود إلى تسمم معوي حاد وهو ما كشفه تقرير الطبيب البيطري التابع للقسم الفرعي للفلاحة ببلدية حاسي مسعود تحوز الشروق على نسخة منه، وقد عثر على النوق في حالة مزرية بعد يومين من هلاكها في جهة تقع 15 كلم عن بئر تنقيب تديره سوناطراك وقد قطعت 03 ساعات سيرا قبل أن يعثروا عليها في مشاهد مخزية، حيث ظلت تتخبط على الرمال مع وجود مغص وألم قبل موتها بالرجوع إلى تقرير التشريح الطبي الذي أظهر أثار التسمم، كما أكدت وثيقة المحضر القضائي الذي تنقل إلى عين المكان، وجود النوق ميتة في ذات المكان ومرمية في نقاط متفرقة بسبب مفعول السم القاتل، هذا وحمل مالك النوق شركة سوناطراك مسؤولية ما وقع له من خسائر جمة تقدر بالملايين دون تعويضه، في وقت يؤكد المرسوم التنفيذي رقم 06 ـ 198 المؤرخ نهاية شهر ماي 2006 الذي يضبط التنظيم المطبق على المؤسسات أنه يجب على كل مؤسسة تقوم بعمليات التنقيب وعمليات إستغلال الآبار إتخاذ الإجراءات اللازمة والضرورية من أجل التكفل بالأحواض الناتجة عن هذه العمليات ومنه إنجاز "سياجات" تحيط بها وتخصيص غطاء بلاستيكي ملائم ومطابق للمواصفات التقنية قصد منع تسرب المواد السائلة الصناعية وإحتكاكها بالمياه الجوفي، وهو ما لم يتم، ولازالت قطعان أخرى من هذه الثروة الحيوانية الهامة مهددة في عمق الصحراء، وتنص المادة الثانية من نفس المرسوم على إلتزام هذه المؤسسات بضمان العمل وإزالة النفايات على حسابها الخاص بطريقة عقلانية بيئيا وفقا للتشريع المعمول به، حيث يكفل كل من والي الولاية وكذا مديري الحماية المدنية، المناجم، البيئية، الفلاحة، البناء والتعمير، الصحة، الري، فضلا عن رئيس أمن الولاية وقائد المجموعة الولائية للدرك الوطني ورئيس الدائرة وأعضاء المجلس البلدي بتنفيذ هذا المرسوم، ومعلوم أن عددا من المربين رفعوا الشارة البيضاء وعزوف البعض منهم عن تربية الإبل، بينما سبق للجنة البيئة التابعة لمصالح الدرك الوطني بورقلة وأن فتحت أزيد من تحقيق أمني يتعلق بالنفايات البترولية المهملة في الصحراء وتسربات مواد كميائية إلى مياه غير معالجة والتي سرعان ما تعجل "بنفوق" النوق فور شربها، غير أن السلطات المحلية ورغم مطالبة المربين بتدخلها لإنقاذ ثروتهم لازالت كمن "ينفخ في الكير" ولم تحرك ساكنا لوقف الخروقات المسجلة، علما أن قيمة هذا الحيوان الذي ورد في القرآن الكريم أكثر من مرة، تقدر بأكثر من 100 ألف دينار وتتجاوز قيمة جمال السباق 25 ميلون سنيم.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)