قالمة

قالمة: 15 عاما لم تكف لإنهاء أشغال النهر بوادي الزناتي



يعد مشروع تهيئة النهر العابر لمدينة وادي الزناتي، من أقدم مشاريع الحماية من الفيضانات بولاية قالمة، انطلق قبل 15 عاما و لم ينته بعد، حتى الشطر الأول من المشروع الضخم الذي أنجزته إحدى الشركات الوطنية سنة 2006، يكاد يتشوه تحت تأثير عوامل الطبيعة و الزمن.و عند زيارته للمدينة الاثنين الماضي، طلب والي قالمة، كمال الدين كربوش، من المشرفين على المشروع، إنهاء العمل و معالجة النقائص المسجلة و خاصة تلك المتعلقة بحماية المساكن القريبة من الحفريات و جدران الإسناد و بناء أنظمة جديدة للصرف الصحي على جانبي القنال الممتد على مسافة تقارب الكيلومترين وسط نسيج عمراني كثيف.
و حسب مسؤول الشركة الخاصة التي حازت على شطرين من المشروع الكبير، فإن بعض السكان قد عطلوا العمل بالقنال و رفضوا بناء الجدران الخرسانية و هو ما أدى إلى تعطل المشروع في شطره الأخير الممتد من الجسر القديم إلى الضاحية الجنوبية للمدينة.
و استهلك مشروع بناء القنال و تنظيف المجرى و تقويم مساره، نحو 127 مليار سنتيم، في انتظار إنجاز قناتين عملاقتين على جانبي القنال لصرف المياه المستعملة و مياه الفيضانات القادمة من الأحياء السكنية للمدينة.
و حسب الدراسة الهندسية، فإن مجرى القنال الواقع وسط العمران، سيكون خاليا من المياه القذرة التي ستنقل عبر نظام آخر إلى غاية المصب النهائي، بعيدا عن المحيط العمراني، حيث يتوقع بناء محطة للتصفية تخفف من مشاكل التلوث التي يعرفها النهر الكبير، الذي يعد المغذي الرئيسي لسد بوحمدان.
و يتوقع أن تستغرق عملية ردم جانبي القنال و بناء أنظمة صرف المياه المستعملة و مياه الأمطار، وقتا طويلا وسط مخاطر كبيرة من تجمع الفيضانات خلف جدران خرسانية مرتفعة، تحول دون وصول السيول القادمة من الأحياء السكنية إلى مجرى النهر.
و قال سكان مدينة وادي الزناتي، بأنهم كانوا يتمنون بناء القنال بشكل هندسي مغاير يعتمد على الحجارة و الخرسانة و الميل، كهندسة وادي الرمال و الحراش بقسنطينة و العاصمة، مؤكدين للنصر، على أن هندسة الجدران الخرسانية العمودية غير ملائمة للمحيط العمراني و لا تسمح بتهيئة جانبي النهر و إنجاز الحدائق و المتنزهات الخضراء، للقضاء على تلك المشاهد المقرفة التي ظلت تشوه المدينة على مدى سنوات طويلة، حيث تحول مجرى النهر إلى موقع للنفايات المنزلية ونفايات البناء و الروائح و الناموس و مجاري الصرف الصحي. و ظلت مدينة وادي الزناتي عرضة للفيضانات الجارفة بسبب تشوه مسار النهر و امتلائه بالنباتات المائية الكثيفة و النفايات و ردوم البناء و مازالت مأساة فيفري 2011 عالقة في أذهان سكان المدينة، عندما اجتاحتها الفيضانات الجارفة مخلفة قتلى و خسائر مادية
كبيرة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)