قالمة - ACTUALITES

شارع النخيل بمدينة قالمة: حين يلتقي جمال العمران بمتعة الطبيعة



يعد شارع النخيل، أحد أجمل شوارع مدينة قالمة القديمة، و أكثرها جاذبية للسياح، و سكان المدينة الباحثين عن الهدوء و الفضاء المفتوح، هروبا من الصخب و الضجيج الذي أضحت عليه الشوارع التجارية المزدحمة، و الضواحي الشعبية و الأقطاب العمرانية الجديدة، التي تعاني من سوء العمران.و تغطي الشارع الجميل أشجار نخيل كثيفة، تم غرسها منذ عقود طويلة، و ظلت تنمو و ترتفع حتى بلغت علوا يضاهي المباني المجاورة، و الشارع واسع و مبانيه بهندسة لا تتجاوز الطابقين، مما جعل المكان مفتوحا و معرضا لأشعة الشمس في كل الفصول،خاصة في فصل الصيف، عندما يتحول المكان إلى مقصد للسكان و زوار المدينة الذين يجدون في ظلال النخيل، ملاذا خلال موجات الحر القوية، التي تجتاح المدنية كل صيف.
و تنتصب تحت النخيل طاولات و كراسي متناسقة، تقدم للزائرين القهوة و الشاي و المثلجات و العصائر، و حول جذوع النخيل أضواء جميلة تضفي على المكان أجواء من الرومانسية و المتعة ليلا.
و بالرغم من أن مناخ مدينة قالمة غير ملائم لزراعة النخيل، إلا أن ما غرس بشارع النخيل شكل الاستثناء، و ظلت أشجار النخيل تنمو منذ أكثر من 130 عاما تقريبا، لكنها لا تنتج ثمارا كنخيل الصحراء.
و قالت شامة بشارية، عميدة موظفات قطاع الغابات بقالمة للنصر، بأن شارع النخيل يعد تحفة هندسية و طبيعية متفردة، وسط مدينة قالمة، فيها الراحة و الهدوء و الجمال، مضيفة بأنه كان من المقرر بناء أكشاك خشبية بهندسة صينية، على امتداد شارع النخيل، و وضع مزهريات للورود، و قطع من الفخار، تضم مختلف النباتات، لإضفاء مزيد من الجمال و دعم بيئة المكان، و جعلها أكثر تنوعا و ملاءمة للوسط الحضري، و مستقطبة لمزيد من السياح الذين يقصدون المدينة التاريخية العريقة، لاكتشاف كنوزها الأثرية و الاستمتاع بحدائقها التي تضم نباتات و قطع أثرية نادرة، لكن المشروع لم يجسد على أرض الواقع.
و كلما ضاقت بك شوارع المدينة القديمة توجه إلى شارع النخيل، حيث الهدوء و الجمال و المتعة و الظلال الوارفة، و الطيور التي تتخذ من النخيل مأوى لها.
و يتفرع شارع النخيل من شارع سويداني بوجمعة، و يسمى اليوم شارع الأمير عبد القادر، و هو امتداد لنظام الحدائق الأثرية بالمدينة، و يتوسط مرافق هامة للخدمات، و معالم هندسية متفردة، كالبريد المركزي، و المسرح الجهوي و مبنى الخزينة، و عمارة الطوابق السبعة، و نصب الرئيس الراحل هواري بومدين، و مبنى الولاية و المجلس الشعبي الولائي.
و تعمل بلدية قالمة منذ عقود طويلة، على الاعتناء بالنخيل العريق، و تنظيف جذوعها و تقليم الأغصان المسنة، و تنظيف البقايا المتساقطة، لإضفاء مزيد من الجمال على الشارع التاريخي الذي يعد من أبرز معالم المدينة القديمة.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)