يتربع المسرح الجهوي محمود تريكي في قلب مدينة قالمة، شرق الجزائر، كمعلم ثقافي وتاريخي يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1880. يُعد هذا المسرح تحفة معمارية فريدة، تبرز كأحد أهم المراكز الثقافية في المنطقة، حيث يجمع بين الأصالة التاريخية والجمالية المعمارية. تم بناء المسرح على مساحة إجمالية تقدر بـ 505.92 متر مربع، مستخدمًا الحجارة المنحوتة والرخام الوردي المستخرج من محجرة جبل حلوف ماونة، إلى جانب الحجارة غير المنحوتة، مما يعكس براعة التصميم المعماري الحديث في تلك الحقبة.
أُدرج المسرح كمسرح جهوي رسميًا بموجب مرسوم تنفيذي صدر في 12 أكتوبر 2008، حيث انتقلت إدارته من البلدية إلى وزارة الثقافة، مما ساهم في تعزيز دوره كفضاء للإبداع والفنون. يتسع المسرح حاليًا لـ 350 متفرجًا، وقد خضع لتعديلات داخلية شملت تحسين المقاعد والشرفات لضمان راحة الجمهور.
في السنوات الأخيرة، شهد المسرح الجهوي محمود تريكي عمليات ترميم واسعة النطاق، حيث بدأت أعمال التجديد في فبراير 2023 بمدة تعاقدية تصل إلى 15 شهرًا. تشمل هذه الأعمال ترميم الواجهات الخارجية والداخلية، مع الحفاظ على الطابع الأصلي للطراز الباروكي الذي يميز المبنى، بالإضافة إلى تحديث التجهيزات مثل التكييف والإضاءة.
يواصل المسرح دوره كمركز ثقافي نابض بالحياة، حيث يستضيف عروضًا مسرحية متنوعة، بما في ذلك إنتاجات تهتم بالقضايا الإنسانية مثل "عودة إلى حيفا"، التي تتناول معاناة الشعب الفلسطيني، وهي إحدى الإنتاجات المدعومة من وزارة الثقافة والفنون لعام 2025.
بفضل تاريخه العريق وموقعه المميز في ساحة 8 ماي 1945، يظل المسرح الجهوي محمود تريكي رمزًا للهوية الثقافية في قالمة، ومنارة فنية تساهم في إثراء المشهد الثقافي الجزائري.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
مضاف من طرف : patrimoinealgerie
المصدر : cartes.patrimoineculturelalgerien.org