غليزان - Pont et barrage romains sur l'Oued Mina	(Commune de Relizane, Wilaya de Relizane)

بقايا الجسر والسد الرومانيين عند مدخل غليزان على وادي مينة


بقايا الجسر والسد الرومانيين عند مدخل غليزان على وادي مينة

عند مدخل مدينة غليزان في الجزائر، على ضفاف وادي مينة، تقع بقايا جسر روماني وسد روماني، وهما شاهدين صامتين على براعة الهندسة المعمارية والمائية في العصر الروماني. هذه البقايا، رغم حالتها المتدهورة، تعكس الأهمية التاريخية للمنطقة في موريطانيا القيصرية. تقع هذه الهياكل بالقرب من المدينة الحديثة، وهي تبرز الدور الاستراتيجي لغليزان، التي كانت تُعرف سابقًا باسم مينة، كمركز اقتصادي وعسكري خلال القرنين الثاني والثالث الميلاديين.

السياق التاريخي

كانت غليزان، الواقعة في سهل خصب يرويه وادي مينة، مركزًا حيويًا في ظل الحكم الروماني. كانت المدينة القديمة مينة، المعروفة أيضًا باسم كاستيلوم مينة، مركزًا محصنًا ازدهر بفضل الزراعة وموقعه على الطرق التي تربط المدن الكبرى في المنطقة، مثل وهران والجزائر العاصمة. برع الرومان في بناء شبكة من البنية التحتية الهيدروليكية والطرقية، بما في ذلك الجسور والسدود والقنوات، لتعزيز استغلال الموارد المحلية. يندرج الجسر والسد الرومانيان عند مدخل غليزان ضمن هذا الإطار، مما يظهر قدرتهم على التعامل مع تحديات وادي مينة، وهو نهر أساسي ولكنه متقلب في بعض الأحيان.

الجسر الروماني على وادي مينة

تقع بقايا الجسر الروماني عند مدخل غليزان على وادي مينة، وكانت جزءًا من شبكة الطرق الرومانية التي سهلت التبادل التجاري والتنقلات العسكرية. على الرغم من صعوبة تقديم وصف دقيق بسبب الحالة المتدهورة للبقايا، فمن المرجح أن الجسر تم بناؤه من الحجر والخرسانة الرومانية، وفقًا للتقنيات الكلاسيكية لتلك الحقبة. غالبًا ما كانت الجسور الرومانية، مثل تلك الموجودة في بجاية أو شمتو، مزودة بأقواس لتحمل فيضانات الأنهار، ومن المحتمل أن جسر وادي مينة كان يتميز بتصميم مشابه.

لا توفر المصادر تفاصيل حول عدد الأقواس أو الأبعاد الدقيقة، لكن موقعه الاستراتيجي عند مدخل المدينة يشير إلى أنه لعب دورًا رئيسيًا في ربط كاستيلوم مينة بالمراكز الإقليمية الأخرى. اليوم، تعكس بقايا الجسر، التي تدهورت بشدة، آثار الزمن ونقص الصيانة.

السد الروماني على وادي مينة

بالقرب من الجسر، تكشف بقايا السد الروماني على وادي مينة عن خبرة الرومان في إدارة المياه. تم بناء هذا السد من الخرسانة لتنظيم تدفق النهر وري السهل الخصب في غليزان، وهي منطقة زراعية حيوية في تلك الحقبة. تشير المصادر إلى وجود آثار لهذا السد بالقرب من الجسر، ومن المحتمل أنه كان جزءًا من نظام هيدروليكي أوسع يشمل قنوات الري. كان هذا النوع من الهياكل نمطيًا في المناطق الرومانية شبه القاحلة، حيث كان الري ضروريًا لدعم الزراعة المكثفة.

بقايا السد، مثل الجسر، في حالة سيئة. ومع ذلك، فإن وجودها يشهد على أهمية وادي مينة في الاقتصاد القديم وقدرة الرومان على تكييف بنيتهم التحتية مع التحديات البيئية.

الأهمية الأثرية والحالة الحالية

تم تصنيف بقايا الجسر والسد الرومانيين في غليزان كـموقع أثري من قبل وزارة الثقافة والفنون الجزائرية منذ عام 2019. ومع ذلك، فإن هذه البقايا لا تزال قليلة الدراسة وغير موثقة جيدًا مقارنة بمواقع رومانية أخرى في الجزائر، مثل تيبازة أو تيمقاد. موقعها بالقرب من مدخل المدينة الحديثة، ربما بالقرب من موقع بورمادية (عدة بن عودة)، على بعد 4 كيلومترات من وسط المدينة، يجعلها شاهدًا قيمًا على التاريخ المحلي.

للأسف، حالة حفظ البقايا مثيرة للقلق. ساهمت العوامل الجوية، تآكل وادي مينة الطبيعي، ونقص الصيانة في تدهورها. قد يحدث أيضًا التباس مع جسر استعماري تم بناؤه عام 1869 في غليزان، والذي يعبر وادي مينة أيضًا وكان يخدم الطريق الوطني والسكة الحديدية. هذا الأخير، الذي يختلف تمامًا عن البقايا الرومانية، يُذكر أحيانًا في الروايات المحلية.

الخاتمة

بقايا الجسر والسد الرومانيين عند مدخل غليزان على وادي مينة هي آثار متواضعة ولكنها مهمة للتراث الروماني في الجزائر. إنها تذكرنا بأهمية المنطقة في العصور القديمة وتطور البنية التحتية الرومانية، التي صُممت لتسخير الأنهار ودعم اقتصاد مزدهر. لحماية هذه الشواهد التاريخية، هناك حاجة إلى جهود تنقيب أثري وترميم، بالإضافة إلى توثيق أفضل لإبراز قيمتها. في الوقت الحالي، تستمر هذه البقايا في إثارة فضول الزوار والمؤرخين، مقدمةً لمحة عابرة عن العصر الذي كانت فيه غليزان جوهرة في موريطانيا القيصرية.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)