
تقع ولاية غليزان في شمال غرب الجزائر، بين الهضاب العليا والسهل الساحلي، وغالبًا ما تُغفل كوجهة سياحية. لكن هذه المنطقة تزخر بثروات طبيعية وتاريخية وثقافية تجعلها جديرة بالزيارة. من الآثار الرومانية إلى الغابات الخضراء، مرورًا بالتقاليد الحية والمأكولات اللذيذة، تقدم غليزان تجربة سياحية أصيلة. في هذا المقال، نستعرض أهم معالمها السياحية مع قائمة بالمواقع والمعالم التي يجب زيارتها.
تتميز غليزان بمناظرها الطبيعية المتنوعة التي تجمع بين السهول الخصبة، والجبال، والبحيرات، مما يجعلها وجهة مثالية لعشاق الطبيعة والسياحة البيئية.
سدي غرغر وسيدي محمد بن عودة: هذان السدان، المحاطان بالخضرة، ملاذٌ للنزهات، صيد الأسماك، أو التنزه الهادئ. سد غرغر، على وجه الخصوص، يوفر مناظر طبيعية خلابة تناسب العائلات.
غابة مكراس: تقع هذه الغابة في قلب الطبيعة، وهي جنة لمحبي المشي لمسافات طويلة وجمع الفطر والأعشاب الطبية. إنها دعوة لاستكشاف التنوع البيولوجي المحلي.
جبل مزيود وجبل تاريا: هذان الجبلان الصغيران يوفران مسارات مشي سهلة وإطلالات بانورامية على سهول غليزان، وهما مثاليان لمحبي التصوير والتسلق الخفيف.
ينابيع المياه الحارة في الحاسي: رغم أنها لم تُستغل بالشكل الكافي، إلا أن هذه الينابيع تمتلك إمكانيات لتطوير السياحة العلاجية، مما قد يعزز العرض السياحي البيئي.
تعد غليزان ملتقى الحضارات، حيث تضم كنوزًا تاريخية تعكس ماضيها الغني من الرومان إلى الدول الإسلامية والفترة الاستعمارية.
آثار مينا الرومانية (كاسترا نوفا سابقًا): تقع هذه المدينة الرومانية التي يعود تاريخها إلى القرن الثاني الميلادي بالقرب من غليزان، وتحتفظ ببقايا رائعة مثل أسس الجدران والنقوش. رغم أن الموقع لم يُستغل بالشكل الأمثل، إلا أنه يمثل كنزًا لعشاق التاريخ.
المسجد القديم في زمورة: يتميز هذا المسجد بطرازه المغاربي، ويعكس الفن المعماري الديني التقليدي في المنطقة، مما يجعله وجهة روحية وثقافية.
القصور والمنازل الريفية القديمة: القرى التقليدية، خاصة حول موزونة (على حدود غليزان)، تضم قصورًا ومنازل قديمة تعكس أسلوب الحياة الريفي. كانت موزونة مركزًا فكريًا مهمًا في القرن السابع عشر.
التراث الاستعماري: محطة القطار في غليزان، التي بُنيت في أواخر القرن التاسع عشر، تتميز بمعمار استعماري أنيق يجذب عشاق التراث. الكنائس القديمة في غليزان ووادي رهيو، التي حُوّلت إلى فضاءات عامة، تحكي عن التاريخ المتنوع للمنطقة.
تنبض غليزان بحيوية تقاليدها ومشهدها الثقافي، مقدمة للزوار تجربة غامرة في الحياة المحلية.
دار الثقافة محمد بوضياف (غليزان): مركز ثقافي حيوي يستضيف معارض مؤقتة، مسرحيات، وفعاليات فنية، ويعكس النشاط الإبداعي للولاية.
الاحتفالات والتقاليد المحلية: تحتضن البلديات الريفية عروض الفانتازيا، الأعياد الدينية، والمواسم التقليدية (الوعدات)، التي تتضمن الرقصات والموسيقى التقليدية.
الحرف اليدوية: تشتهر وادي رهيو بسجادها الرائع الذي يتميز بدقة صنعه. الأسواق الأسبوعية، مثل السوق المغطى في غليزان، تعج بالمنتجات الحرفية والحلويات التقليدية.
يتميز مطبخ غليزان، المتجذر في التقاليد الجزائرية، ببساطته ونكهاته الغنية. يمكن للزوار تذوق:
الحلويات التقليدية: المقروط، الزلابية، وغيرها من الحلويات التي تُباع في الأسواق.
الخبز الحرفي: يُحضّر في الأفران التقليدية ويُقدم مع أطباق مثل الشخشوخة أو الكسكس.
منتجات الأرض: زيوت الزيتون والعسل المحلي، المستخرجة من السهول الزراعية، تُعرض في الأسواق المحلية.
كل مدينة أو قرية في غليزان تقدم جانبًا فريدًا من الولاية:
غليزان (المركز): بأزقتها القديمة، سوقها النابض، وحياتها الثقافية، تُعتبر قلب المنطقة النابض.
وادي رهيو: بلدة ديناميكية قريبة من الغابات، ونقطة انطلاق لاستكشاف المواقع الطبيعية والحرف المحلية.
موزونة (الحدودية): غنية بالتراث الديني والفكري، كانت مركزًا للعلم في القرن السابع عشر، وتضم مساجد وأزقة تاريخية.
على الرغم من جاذبيتها، تظل السياحة في غليزان غير مستغلة بالشكل الكافي. البنية التحتية السياحية (الفنادق، المرشدون) محدودة، والعديد من المواقع مثل آثار مينا أو الينابيع الحرارية بحاجة إلى تثمين. استثمار في الترويج السياحي، ترميم المواقع، وتطوير السياحة البيئية يمكن أن يجعل من غليزان وجهة لا غنى عنها.
ولاية غليزان، بمناظرها الخضراء، تراثها التاريخي، وثقافتها النابضة، دعوة لاستكشاف الجزائر الأصيلة. من آثار مينا الرومانية إلى غابات مكراس، مرورًا بالحرف التقليدية والنكهات المحلية، تقدم تجربة غنية ومتنوعة. زيارة غليزان هي فرصة لاكتشاف جزائر أقل شهرة، حيث يلتقي التاريخ والطبيعة والضيافة. لرحلة بعيدة عن المألوف، غليزان وجهة لا تُفوَّت.
للمزيد من المعلومات أو لتخطيط مسار سياحي، تواصلوا مع السلطات السياحية المحلية أو دار الثقافة بغليزان.
مضاف من طرف : patrimoinealgerie
صاحب المقال : Hichem BEKHTI