سوق-أهراس - Découvertes et exploration

سوق أهراس... درة الحضارات تتألق بعبق التاريخ




سوق أهراس، المدينة الجزائرية الواقعة في أقصى الشرق على الحدود مع تونس، تُلقب بـ"سوق الأسود" لأن غاباتها كانت موطنًا للأسود حتى ثلاثينيات القرن العشرين. اسمها القديم "طاغاست"، مستمد من الأمازيغية بمعنى "الحقيبة" لموقعها المحاط بثلاث قمم، أو "بيت الكنز" بحسب روايات أخرى. تُعد المدينة متحفًا حيًا يروي قصص حضارات متعاقبة وثقافة غنية. تاريخ مجيد: شهدت سوق أهراس تعاقب حضارات النوميديين، الفينيقيين، القرطاجيين، الرومان، الوندال، والبيزنطيين، ثم الفتوحات الإسلامية والحكم العثماني. كانت مركزًا تجاريًا بارزًا في العصر الفينيقي، وربطت مدنًا مثل مادور وتبسة. اشتهرت بمعركة زاما التاريخية عام 202 ق.م بين ماسينيسا والرومان ضد القرطاجيين. في العصر الروماني، كانت طاغاست مسقط رأس القديس أوغسطين (354-430 م) وأمه القديسة مونيكا، إلى جانب أبوليوس المادوري، صاحب رواية "الحمار الذهبي"، أول رواية في التاريخ. التراث الثقافي: تُعتبر سوق أهراس مهدًا للثقافة الأمازيغية مع تأثيرات عربية قوية. تشتهر بحرفها التقليدية مثل نسج الزرابي، صناعة الفخار، والنحاس. المطبخ المحلي يتميز بأطباق مثل البركوكس، طبق شاوي يشبه الكسكس. المسرح الجهوي، الذي بُني عام 1931 وأُعيد تأهيله عام 2008، يعكس الحيوية الثقافية للمدينة. الطبيعة والسياحة: تمتد غابات سوق أهراس على 96,463 هكتارًا، تضم أشجار البلوط والصنوبر المتوسطي، إلى جانب أنهار مثل وادي الشراف. المواقع الأثرية مثل مادور وخميسة، مع بركتها الرومانية على شكل قيثارة، تجذب الزوار. شجرة الزيتون الخاصة بالقديس أوغسطين تُعد وجهة سياحية عالمية. الاقتصاد والزراعة: تشتهر بخصوبة أراضيها، حيث تُنتج الحبوب، الحليب، الكرز، الزعفران، والزيتون. تُعد ثاني أكبر منتج للحليب على المستوى الوطني، مع بساتين غنية بالمشمش والخوخ.

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)