سطيف - A la une

غياب التنمية يجبر عائلات “قنزات" بسطيف على الرحيل بسبب لعنات التخلف والتهميش


غياب التنمية يجبر عائلات “قنزات
لازالت منطقة قنزات شمال ولاية سطيف تئن تحت وطأة التهميش والحرمان، الأمر الذي أجبر مئات العائلات على الرحيل نحو المدن والمراكز الحضرية المجاورة بحثا عن ظروف معيشية ملائمة.
استنادا للمعطيات المتوفرة في هذا الشأن فإن قرابة ال 60 بالمائة من تعداد سكان المنطقة البالغ عددهم زهاء 15 ألف ساكن، يكونون قد شدوا الرحال نحو المراكز الحضرية الكبرى مثل عاصمة الولاية والعلمة وعين أرنات وأوريسيا بحثا عن حياة أفضل، بعد أن انقطعت بهم السبل بهذه المنطقة المعروفة بتضاريسها الجبلية الصعبة وتباعد قراها ومداشرها.
وحسب ذات المعطيات فإن منطقة قنزات التي ضربها الإرهاب في العمق خلال العشرية الحمراء لازالت تفتقر إلى المنشآت القاعدية التي أضحت لا تستجيب إطلاقا لحاجيات السكان، على غرار الطرقات وشبكة المياه الصالحة للشرب وشبكة الصرف الصحي والتوصيلات الكهربائية، فضلا عن المؤسسات التربوية والإجتماعية. كما أن مشاريع السكن الريفي التي من شأنها ضمان استقرار السكان بقيت شحيحة وتسير ببطء كبير، من ذلك أن المنطقة لم تستفد طوال السنوات الخمسة الأخيرة سوى حوالي 400 وحدة وهو رقم بعيد كل البعد عن الحاجيات المتنامية، باعتبار المنطقة ذات طابع ريفي محض مما يستوجب الإهتمام بهذا الجانب الحيوي وإعطائه الأولوية في برامج التنمية المحلية.
وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن الطريق الولائي رقم 76 الرابط بين قنزات وعاصمة الدائرة بوقاعة، الذي يعد شريان الحياة الإجتماعية بالجهة، لازال في حالة سيئة ولم يستفد رغم حيويته من عملية التهيئة والتزفيت مما صعب من حركة المرور في الإتجاهين. نفس الوضعية تعرفها المحاور الرابطة بين مركز البلدية ومختلف القرى والمداشر التي أضحت بدورها في حالة مزرية، مما دفع بالسكان إلى القيام وفي فترات متقطعة بحركات احتجاجية للفت نظر السلطات المحلية للإضطلاع بمهامها.
كما أن دعم الدولة لتثمين القدرات الفلاحية للمنطقة والمتمثلة أساسا في الأشجار المثمرة خاصة منها الكروم والزيتون والتين، تبقى دون الأمال معلقة على هذه الثروة التي تشتهر بها قنزات على مر العقود، والتي بإمكانها لو لقيت العناية المأمولة لساهمت بصورة كبيرة في تعزيز الحركية الإقتصادية والإجتماعية بالمنطقة.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)