المدية - ACTUALITES

الحرفية فوزية سمانة من المدية


كانت والدتها المدرسة الأولى التي علمتها كيف تبدع على القماش منذ نعومة أظافرها.. فكبرت وكبر معها حب فن الإبرة، ومنه أبت إلا أن يكون التطريز جزءا لا يتجزأ من حياتها، لأنها الهواية التي ترحل بها إلى الماضي العريق والعمل الفني الذي يترجم موهبة كامنة في أعماقها في الوقت الحاضر.. وكان المهرجان الوطني الثاني لإبداعات المرأة المنظم مؤخرا بقصر الرياس أول فرصة لها لعرض منتوجاتها، وفيه كان اللقاء مع امرأة شغوفة بفنها اليدوي.جاء على لسان الحرفية فوزية سمانة من ولاية المدية أن حبها لفن الطرز منذ الطفولة كان يدفعها لتعلم تقنياته أينما حلت، فبدأت تنسج خيوطها الأولى على الثياب ومختلف أنواع النسيج قبل أن تلتحق بأي مركز للخياطة.. وبعد اجتيازها لامتحانات شهادة البكالوريا سنة 1988 قررت أن تدعم معارفها بتلقي تكوين خاص حتى قبل أن يتم الإعلان عن نتائج الامتحانات.
هي الآن تكون قد أمضت 15 سنة في ممارسة الطرز في البيت، حيث تسخر له وقتها معتمدة على طريقة النقطة المحسوبة، إضافة إلى ممارسة فن الشبيكة والمجبود، مع الحرص على التقيد بالتقاليد لتظل روح الماضي حية على الدوام على النسيج العصري المزين بالخيوط.
وخلال المهرجان عرضت الحرفية فوزية سمانة نماذج من الطرز على الثياب وغطاء الأسرة وغيرها من الأنسجة التي اكتست أناقة الحضارات القديمة.. وفي قاعة العرض أعرب بعض الزوار عن إعجابهم بمطروزاتها التي تتحدث عن الماضي بلغة الحاضر.
وفي هذا الصدد ذكرت فنانة الطرز أن الإقبال يكون عادة من طرف الجمهور المتذوق لفن الطرز، ذلك أنه في المقابل أناس كثيرون لا يعرفون قيمة هذا الموروث القديم.
ورغم تراجع الإقبال نوعا ما على المطروزات وافتقارها لمحل تعرض فيه منتجاتها، ما تزال الحرفية فوزية سمانة مصرة على أن يبقى فن الإبرة رفيقا يقطع معها أشواط الحياة... ''لا شيء يمكنه أن يسلب حبي لهذه الحرفة، لدي إرادة كفيلة بأن تحثني على مواصلة مشواري الحرفي، بل ورغبة كبيرة في الحفاظ على هذا الفن من الاندثار، إذ أني أعلم الفتيات تقنيات التطريز منذ .''1988
وتمخض عن تمسكها بفن الطرز ابتكار غرزة لحساب بالشعرة، كما وضعت مؤخرا بين أيدي هواة هذا الفن كتابا باسم ''إبداعات لبنى''.. الآن وقد رأت منتجاتها النور في مهرجان إبداعات المرأة، تأمل أن تتكرر هذه المبادرة، مؤكدة على شكرها لكل من رئيس الجمهورية ووزيرة الثقافة ومسؤولة المهرجان، حيث أنهم أتاحوا لهم فرصة عرض ما تصنعه أناملها بعد الاطلاع على مقال يتحدث عن إبداعاتها في إحدى المجلات.
وتبقى أمنيتها أن يخرج فنها إلى العالمية بعد أن نال إعجاب الكثير من الأجانب الذين اطلعوا عليه.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)