الجزائر

يوم في دوار


يوم في دوار
- خدمات منعدمة ولاوجود لمحلات تجارية - لاتهيئة ولا مشاريع مستقبلية في أجندة البلدية يعيش بدوار القصيبة التابع اداريا الى بلدية سيدي بن يبقى "النيقرية" بدائرة ارزيو حوالي 60عائلة و التي بلغ صدى اصواتهم المحتجة على ظروف التهميش الجمهورية التي انتقلت بدورها إلى هذه القرية الكولونيالية لتقف على واقع يعجز وصفه .التحقنا بدوار القصيبة بعد ان أتهنا الطريق الى ان وصلنا الى حي قورين اين ارشدنا سكانه الى الطريق الذي هو عبارة عن معبر بطول حوالي 3كلم وسط الأراضي الفلاحية و الذي تعبر منه عشرات الشاحنات منها ماكان محمل بالحطب و أخر بالأجر و اخر بقارورات الغاز قبل ان تظهر القرية الصغيرة التي كانت تختفي من بعيد خلف الاشجار فارعة الطول اول ما يلفت الانتباه بدوار القصيبة ذلك السكون المخيم على ازقتها و و ركام الاسمنت بالقرب من المدخل و كثافة الغبار المتصاعد من مصنع الاجر الذي يقع على يمين القرية، اوغلنا داخل القرية مترجلين الى ان وجدنا عدد من شباب القرية الذين كانوا يجلسون تحت ظلال الاشجار و ما ان عرفنا عن انفسنا حتى ابدى العديد منهم استيائه الشديد بالقول"مللنا من زيارة الصحفيين و سئمنا من التقاط الصور فيما لم يغيَر عملهم من واقعنا شيئا" شباب ضائع و بطالة تبلغ اشدها تحدَث سكان القصيبة عن معاناتهم التي شملت عدَة جوانب فكانت البطالة التي تخيَم على اهلها اولى المنغصات اذ اشتكى شباب القرية من انعزالهم عن بقية الأحياء الواقعة بمنطقة ارزيو و وجود كل من مصنع الاجر بدوَارهم و كذا مصنع الرخام و بعض المحاجر غير بعيد عن موقعهم و التي افادوا انَه لم ينلهم منها سوى التلوَث البيئي الذي يرفع نسبة اصابتهم بالأمراض الصدرية، يقول بعض الشباب الذين صادفناهم حينها انَ معظم عمال هذه المصانع ياتون من مناطق مجاورة و عدد قليل من اهل القرية يعمل بها و لو فتح امامهم الباب للالتحاق بها كان الامر سيعمل على امتصاص اكبر نسبة بطالة و يرفع الكثير من الغبن على العائلات الفقيرة.من جهة اخرى كان مشكل النقل هو الاخر من اهم المشاكل التي جاء على ذكرها السكان مؤكدين ان غياب وسائل النقل جعلهم يعيشون بمنعزل عن المدينة و صارت حياتهم روتينية و حياتهم اليومية اكثر صعوبة بحيث يعتمدون على سيارات الكلوندستان التي لا تتوفر الا نادرا و منهم من يضطر الى قطع مسافات طويلة من اجل قضاء إحتياجاته.تلاميذ يقطعون مسافات طويلة للإلتحاق بمقاعد الدراسة وفرت السلطات المحلية للتلاميذ المتمدرسين بمختلف الاطوار حافلة تنقلهم باكرا نحو مركز البلدية يوميا و تعود بهم الى القصيبة مساء ، لكن التوقيت الزمني على الغالب لبعض المتمدرسين يبقى مختلفا خاصة فيما يتعلق بتلاميذ الطور الثاني و الثالث فمنهم من يدرس احيانا خلال الساعات اللاحقة كالعاشرة صباحا بدل الثامنة او بعد الزوال و منهم من ينتهي من دوامه باكرا ما يضطر التلميذ الى الذهاب او الرجوع من مؤسسته التربوية قاطعا مسافة كيلومترات على ارجله و ذلك ما اكده لنا بعض التلاميذ الذين صادفناهم بالطريق ،و قد اشار البعض منهم ايضا الى حاجتهم الى موقف مغطى يقيهم مطر الشتاء و حرقة اشعة الشمس اثناء انتظارهم لحافلة النقل المدرسي بالقصيبة ، و طلبوا منا ان نببلغ رسالتهم الى المسؤولين بضرورة ذلك خاصة و انهم ضاقوا درعا بوصولهم خلال الايام الممطرة الى اقسامهم بملابس مبللة هذا و قد ابدوا تخوفهم من السير لمسافة طويلة بين الاراضي الزراعية مواجهين خطر الدواب و الاشخاص المنحرفين و عليهم يجد بعض الاولياء انفسهم في اضطرار دائم لايقاف مصالحهم و الذهاب لاصطحاب اطفالهم ساعة الحاجة، من جهته اكد رئيس المجلس الشعبي البلدي السيد نصر الدين بوزرواطة ان مصالح البلدية قد وفرت لتلاميذ القصيبة خدمة النقل المدرسي حسب الامكانات المتاحة اما فيما يتعلق بالموقف فقد اشار ان بلدية سيدي بن يبقى انَهم بصدد انجاز مشروع مواقف الحافلات عبر العديد من النقاط من بينها القصيبة. المحل الوحيد لا يغطي إحتياجات السكان وقارورة غاز البوتان ب 400 دينار يضطر ارباب العائلات القاطنة بالقصيبة الى قطع مسافات طويلة نحو مركز البلدية او الاحياء المجاورة للتبضع و اقتناء ما يحتاجونه من سلع خاصة المواد الاستهلاكية الاساسية كالخبز و الحليب و الفواكه و الخضر و الغريب في الامر ان القرية بأكملها و رغم الحاجة لمختلف المواد لا يوجد بها سوى دكان واحد عبارة عن كشك يبدو انه يشبه نقطة حراسة لا يمكن ان يقف فيه شخص ثاني بعد البائع و هو شاب يوفر القليل من المواد و "الفليكسي" لاحظنا ان اهل المنطقة يشكرونه كثيرا لما يقدمه لهم من خدمات رغم صغر المحل، حاجة السكان الى قارورات غاز البوتان تظل ضرورية و التي توفرها احيانا الشاحنات التي تلتحق بالقصيبة لبيع هذه المادة الضرورية للطهي و التسخين فيما يجد البعض انفسهم بحاجة الى التنقل نحو مركز البلدية لجلب قارورة الغاز ساعة نفاذها فجأة او عند تأخر شاحنة البيع المتنقلة لبضعة ايام، و قد اشار بعض السكان بالمنطقة ان تكلفة قارورة الغاز الواحد تصل الى 400دج بحيث يدفعون ثمنها المحدد ب 250دج و ثمن سيارة الكلوندستان ب 150دج. بنايات هشة و البلدية تحصي 14 عائلة فقطبعد ولوجنا دوار القصيبة و تجولنا فيه اكتشفنا انه عبارة عن مزرعة كولونيالية كبيرة و ما يحيط بها عبارة عن بنايات فوضوية شكلت كلها دوار القصيبة كقرية تتوسط الاراضي الفلاحية و تقع بمنعزل عن بقية الاحياء و قد اشتكى معظم سكانها من امر تهميشهم و عدم استفادتهم من سكنات اجتماعية يجدون انفسهم بامس الحاجة اليها اذ يرى بعض سكان المزرعة انها آيلة للسقوط بعد تشقق جدرانها فيما يشتكي سكان البنايات الفوضوية الحاجة و العوز و صعوبة العيش في القصدير و عليه يطالب جلهم السلطات المحلية بادراج اسمائهم ضمن قائمة المستفيدين و رفع عنهم الغبن الشديد . من جهته اكد السيد نصر الدين بوزرواطة ان اللجنة المختصة قامت بإحصاء حوالي 14 عائلة من سكان المزرعة و الذين وعدهم بالحصول على سكنات اجتماعية ضمن حصة 120سكن فيما اكد ان عدد كبير من السكان قد سقط حقهم في الحصول على سكنات ضمن مشروع السكن إذ أن هناك عدد من سكان الفيرمة استفادوا من برنامج السكن الريفي والذي عرف تأخر كبير في انطلاقه،إضافة إلى وجود العديد من السكان مستفيدين من دعم الدولة وهذا ما يعارض استفادتهم من السكن الاجتماعي، هذا و قد اضاف السيد نصر الدين بوزرواطة انَ منطقة القصيبة تسمى مزرعة القصيبة و أغلب سكناتها فوضوية لا يمكن تسجيل مشاريع تنموية بها. و قد وضَح ايضا انَ 14 عائلة الموجودة قرب المقبرة تسمى دوار القصيبة أمَا باقي البنايات تسمى الفيرمة.معالم اثرية مهمَشةبعيدا عن مشاكل اهل القصيبة و ظروف اهلها ، يجد كل من يلج هذه القرية الصغيرة انَ عمرانها و موقعها وسط الحقول ملفتا للانتباه خاصة و انَها لا تزال محافظة على العديد من المعالم الاثرية التي مسَها بعض السكان بقليل من التغيرات لكنها لا تزال شامخة و تنقل من يشاهدها الى حقبة زمنية بعيدة اذ لا يزال ملعب التنس القديم على هيئته و الذي حوَله شباب القصيبة الى ملعب لكرة القدم، ساحات الجلوس المزينة التي طالتها يد الزمن ببعض التدهور لا تزال موجودة و تلك الزخرفات الموجودة بقصر يتوسط المزرعة ينقل من يقف امام مدخله الذي تتوسطه سلالم عريضة و اقواس بارزة الى عالم لا يختلف عن ذلك العالم المعاش خلال الفترة العثمانية .العديد من البنايات بمداخلها و ابوابها لا تزال محافظة على شكلها ، و للاشارة فإنَ السلطات المحلية لم تخَص المنطقة بأي مشروع من اجل الترميم أو حتى إدراجها ضمن أجندة المشاريع المستقبلية


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)