الجزائر - A la une

وماذا سيقول الخليفة؟!
جاء في صحيفة الوطن الجزائرية، أمس، أن عبد المؤمن خليفة سيقول كل شيء في محاكمته التي برمجت ليوم الرابع ماي المقبل، وأن المتهم سيكشف أين ذهبت أموال من بنكه والتي استفاد منها إطارات سامون في الدولة، لم تتم متابعتهم قضائيا، وأنه يريد أن تستدعي العدالة شخصيات من الدولة في المحاكمة المقبلة!؟هذه القضية التي أسالت الكثير من الحبر، وراح ضحيتها اللصوص “الصغار”، ونجا من حبال العدالة اللصوص “الكبار”، لن تأتي بجديد، مهما كانت الاعترافات التي سيدلي بها الخليفة، فقط ستعيد إلى الواجهة موجة من السخط لدى المواطنين، وستزيد من حالة الإحباط العام التي يعاني منها الجزائريون. فبعد ثماني سنوات، وهي مدة طويلة من عمر ضحايا الخليفة، وفي إجراءات العدالة أيضا، سنسمع من جديد وبالتفصيل الممل كيف تآمر مسؤولون في الدولة على رؤوس زبائن الخليفة وعلى الاقتصاد الوطني واستغلوا ثغرات العدالة ومناصبهم لينجوا من المتابعة القضائية، وستنزل دولة القانون التي يدعي البعض تأسيسها إلى الحضيض، خاصة إذا ما توفرت الشجاعة لدى المتهم الأساسي وقال كل ما لديه. هذا إذا ما كتب له البقاء على قيد الحياة حتى ذلك الموعد.لكن هذا لن يعفي الخليفة من المسؤولية، فالمجرم الأول في هذه الفضيحة هو الخليفة الذي وضع بنكه ومؤسساته في خدمة عصابة من اللصوص، ومكنهم ومن خلال الدوس على القوانين أن ينهبوا أموال زبائن البنك، ويحولوها إلى جيوبهم الخاصة، معتقدا أن قربه من الرئيس ومن كبار المسؤولين سيحميه من المتابعة القانونية.المسؤول الأول عن هذه الجرمية في حق المواطنين، وفي حق زبائن البنك والجزائر، هو رفيق عبد المؤمن الذي رشا الجميع، صحافة ومسؤولين، طمعا في الحماية، وهو من وضع اسمه ليكون شركة لنهب المال العام مفتوحة للجميع.الخوف أن تغيب الكثير من الأسماء عن المحاكمة، وتعمد العدالة إلى عدم استدعائهم سواء كمتهمين أو كشهود، ويحرم المواطن من معرفة حيثيات حقيقة أول قضية فساد عرفتها البلاد في عهد التعددية. ومهما كانت تصريحات الخليفة، لن يأتي بجديد، لأن الجزائريين يعرفون كل شيء عن القضية، ما قيل وما لم يقال. والخوف أن تتحول المحاكمة إلى تصفية حسابات سياسية بين الأطراف المتصارعة على السلطة، ومرة أخرى يدان اللصوص الصغار وينجو الآخرون. فلا أعتقد أن العدالة الجزائرية، بما هي عليه اليوم، قادرة على القيام بمحاكمة من حجم قضية الخليفة بكل نزاهة وحرية، وأن تجرؤ على متابعة الأسماء الكبيرة التي يتوعد الخليفة بالإفصاح عنها خلال المحاكمة، التي تعد بأنها ستكون مختلفة عن سابقاتها.لننتظر؟!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)